مباراة متوقع أن تكون خارج الصندوق، تلك التى تجمع اليوم بين الأهلى والاتحاد السكندرى، من حيث المستوى والنتيجة، نظرا لما تحمله من دوافع متعددة ومختلفة بالنسبة للفريقين وليس لطرف دون الآخر، ما يجعلها هى الأهم والأقوى فى مجمل المواجهات التى أقيمت حتى الآن فى الدورى بمرور ثمانية أسابيع، ولما لا وهى تجمع بين متصدر الدورى ووصيفه ونتيجتها تساوى ست نقاط وليس ثلاث.
الأهلى يتصدر ترتيب الدورى برصيد 21 نقطة بفارق نقطة وحيدة عن الاتحاد الذى يحتل المركز الثاني، مع العلم أن الفريق الأحمر تتبقى له مباراتان مؤجلتان أمام الزمالك والمصرى.
فوز الأهلى سيمنحه الانتصار الثامن على التوالى فى الدورى وسيعزز أكثر من صدارته على قمة الدورى ويوسع الفارق مع منافسيه أكثر وأكثر، ويؤكد تفوق الفريق الأحمر تحت قيادة مدربه فايلر على كل منافسيه، حتى القريب منه (الاتحاد السكندري).
فوز الاتحاد سيصعد به إلى صدارة الدورى فى سابقة جديدة وغائبة عن زعيم الثغر منذ سنوات طويلة حتى ولو مؤقتا، قد يستغلها لتكون دائمة حال إذ ما استمر فى صحوته مقابل فقد الأهلى نقاط جديدة مستقبلا.
الاتحاد السكندرى على مدار تسع مباريات ماضية لم يخسر إلا مباراة وحيدة أمام الزمالك بهدف وحيد، وحقق ستة انتصارات وتعادلين.. كما يعد صاحب أقل معدل استقبال أهداف بعد الأهلى"5" فى تأكيد لقوته الدفاعية.
المباراة جد ستكون اختبارا قويا لقدرات طريقة الأهلى الهجومية البحتة التى يعتمدها السويسرى فايلر منذ توليه مهمة قيادة الفريق الاحمر، إذ سيكون فى مواجهة إحدى أيقونات الطرق الدفاعية ـ طلعت يوسف - فى الدورى الممتاز، فماذا سيفعل الفريق الأحمر؟
الأهلى على مدار المباراتين الماضيتين أمام حرس الحدود والإسماعيلى عانى كثيرا ولم يقدم المستوى المطلوب، وفاز بالكاد بهدف وحيد ناتج عن حلول فردية، على العكس من مباريات سابقة كان يفوز فيها بالأربعة والخمسة، ما يعنى أن الأهلى أمام الفرق التى تتبع الدفاع الصريح يعانى ولا يفوز بسهولة.. فما بالك عندما يواجه فريق مثل الاتحاد منظم دفاعيا ويملك أنياب هجومية.
طلعت يوسف مع الاتحاد السكندرى يعتمد على دفاع منطقة محكم يصنع من خلاله ترابطا بين الخطوط الثلاث فى ضوء التطبيق الحرفى الإلزامى كل لاعب لمهامه الموكلة إليه، وتصل فى النهاية لمضمون متفق عليه يساعد على نجاح الفريق التكتيكى المبنى على ثلاثة عناصر بين صفوفه، ترجح كفة الفريق وتصنع أزمات للمنافس.
ثلاثى الاتحاد السكندرى من يمثلون العمود الفقرى فى تشكيلة طلعت يوسف فى الاتحاد السكندرى، بداية من الخط الخلفى هناك محمود رزق الذى يؤدى واجبات دفاعية وهجومية على أعلى مستوى، إذ سجل أربعة أهداف ويملك قدرة كبيرة على قطع الكرات ومنع خطورة المنافس، ومعه نور السيد صانع التوزان الكبير فى وسط الملعب ويمنح أريحية كبيرة للخط الخلفى والأمامى، وهناك خالد قمر الذى بات محطة كبيرة فى صفوف الفريق السكندرى من خلال دور مزدوج بصناعة الأهداف لزملائه بخلاف مهمته الأساسية فى التسجيل.
وسط كل هذا ننتظر ماذا سيفعل الأهلى أمام الاتحاد السكندري، إزاء المعضلات التى يواجها فايلر على الناحيتين الدفاعية والهجومية، خصوصا أنه يواجه أزمة نقص نوعية أكثر من العددية، ففى الشق الأمامى نجد عدم قدرة الثنائى مروان محسن وأزارو على أداء الدور المطلوب منهما، فضلا عن حالة عدم التوفيق التى تصاحب أجاى فى التسجيل، وبالتالى يتحمل عبء هز شباك المنافسين الاجنحة لاعبى الوسط.
على المستوى الدفاعى فايلر يحتاج ضبط إيقاع دفاعه الذى يغيب عنها رامى ربيعة للإصابة دون وجود عنصر جاهز بشكل كامل ليحل محله، إذ ضمت قائمة الفريق محمود متولى العائد من إصابة طويلة وسعد سمير الذى شارك بديلا فى اللقاء الأخير أمام الإسماعيلى، فمن منهم سيحظى على ثقة مدربه ويتحمل مسئولية عدم اهتزاز الشباك الحمراء؟.. وإن كانت قناعات فايلر تحبذ متولى أكثر.. وقد نفاجأ بعدم استعانة فايلر بهذا أوذاك واللجوء أما إلى أحمد فتحى أو محمد هانى ليكون أحدهما قلب الدفاع الثانى بجوار أيمن أشرف.