القاهرة، وما أدراك ما القاهرة، مدينة التاريخ، التى قال عنها المفكر مالك بن نبى، هى الحاضرة الإسلامية الوحيدة المتبقية من الحواضر القديمة، تحمل على كتفيها تاريخ ومستقبل الإسلام.
القاهرة، وما أدراك ما القاهرة، فى كل شارع أثر إسلامى وفى كل طريق مر طالب علم يحمل مصحفا أو كتاب فقه، يتعلم منه ويعلم الناس به.
منذ أكثر من عام مضى تم اختيار القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية 2020، ومنذ أسابيع قليلة تسلمت وزارة الثقافة الشعلة خلفا للعاصمة التونسية، وهى فرصة جيدة كى تحط الأضواء بشكل كامل على تاريخ هذه المدينة ودورها فى حماية الدين والمحافظة على تراثه، وفى الوقوف على أثرها الكبير فى بث العلم الذى لا يزال محفوظا فى الكتب وفى الأفكار.
كما أن اختيار القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية، فرصة جيدة أيضا لدراسة كيف كان هذا البلد قديما، ولا يزال الآن، يحمل صورة الاعتدال فى التدين، لا شططا فى الأفكار ولا تفريطا فى الأداء، ودراسة كيف حمى الشعب قبل العلماء، صورة "مضيئة" للمتدين الحقيقى الذى يؤمن بالتعايش ويعرف أن الدين المعاملة.
لكن السؤال المهم: هل تملك وزارة الثقافة خطة واضحة لبرنامج "القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية 2020" أم أن الأمر موكل إلى كل قطاع فى الوزارة ليقوم بما يراه مناسبا، أتمنى أن يكون الأمر محكم بل متقن الإحكام، وأن يكون هناك برنامج معد من الآن وجاهزا، ومعلن "إعلاميا".
أريد أن أعرف من الآن خطة الوزارة لهذا الحدث، أن أعرف أن فى يوم كذا من شهر كذا سيقام هذا الاحتفال أو هذه الندوة أو هذا المؤتمر، وذلك لأن الإعداد المبكر مهم جدا، كما أن الفعاليات الثقافية ليست أسرار تحجب.