قدمت الدولة المصرية فى عام 2019 عدة نماذج ملهمة نحو الريادة، من خلال تبنى مسيرة تنموية واضحة لوطن متقدم، والعمل على إعادة إحياء الدور التاريخى لمصر فى الريادة الإقليمية من جديد.
"تمكين الشباب" .. تعيين نواب وزراء ومحافظين
وكان أول هذه النماذج، حول كيفية دمج الشباب وتمكينهم، وذلك من خلال تنظيم عدد من المؤتمرات الشبابية، والتى كان آخرها منتدى شباب العالم، والذى شارك فيه أكثر من 8000 شاب من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى تدشين برنامج التأهيل الرئاسى للقيادة وكذلك تدشين مبادرة تجمع الشباب الحزبى والمستقل تحت مظلة تنسيقية، إضافة إلى مؤتمر الشباب العربى الأفريقى والذى عقد فى أسوان.
ليأتى هذا النموذج ثماره قبل انتهاء 2019، من خلال تحقيق تجربتين على أرض الواقع، الأولى ظهرت أثناء حركة المحافظين الأخيرة، وتعيين نواب ومحافظين من الشباب، والثانية بتعيين 11 نائبا للوزراء فى آخر تعديل وزارى تم منذ أيام قليلة، ليؤكد حرص القيادة على تمكين الفئة الشبابية فى تولى المناصب القيادية.
أمم أفريقيا 2019 .. مصر تبهر العالم
أما النموذج الثانى.. فهو نجاح مصر فى تنظيم عدد من الفعاليات الرياضية الهامة، أبرزها بطولة الأمم الإفريقية للكبار، وكذلك بطولة أفريقيا تحت 23 عاما، مستخدمة أحدث التقنيات التكنولوجية العالمية، لتخرج الصحافة العالمية آنذاك، واصفة روعة التنظيم، بأن مصر وضعت الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "الكاف" ودول القارة فى موقف صعب، بعدما أبهرت الجميع بنجاحها بعد تطبيق أحدث الأساليب العضرية، مثل وضع نظام "تذكرتى"، والتى أنهى ظاهرة السوق السوداء، وإنشاء ملاعب تنافس الملاعب الأوروبية.
مصر رئيسا لأفريقيا.. 6 قمم دولية لحل مشكلات القارة
النموذج الثالث.. تسلم مصر رئاسة القارة السمراء فى العاشر من فبراير 2019، لتبهر العالم بجهودها نحو القارة، والدليل على ذلك مشاركتها خلال عام واحد فى 6 قمم دولية، والتى كان أبرزها القمة الصينية الأفريقية 28 يونيو 2019، فى بكين على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، وأكد المشاركون وقتها حرص مصر على القيام بدور فاعل والتركيز على أولويات التنمية في أفريقيا.
ثم دورها فى القمة الأفريقية بالنيجر، والتى انعقدت 8 يوليو، فى العاصمة نيامي، وتم إطلاق اتفاقية التجارة الحرة القارية التى أقرتها برلمانات 24 دولة إفريقية ودخلت حيز التنفيذ، لتصبح حدثًا تاريخيًا لأفريقيا تحت رئاسة مصر، وفى 26 أغسطس انطلقت فعاليات القمة "اليابانية الأفريقية" بمدينة يوكوهاما، وأكد وقتها الرئيس على أهمية التنمية الأفريقية من خلال الشعوب والتكنولوجيا.
لتأتى القمة الروسية- الأفريقية والتى كانت برئاسة مشتركة بين الرئيس السيسى ونظيره الروسي بوتين، وتعد هذه القمة أيضا أول حدث على هذا المستوى في تاريخ العلاقات بين الجانبين بمشاركة 40 دولة، لتعقد قمة أخرى 19 نوفمبر، وهى القمة الألمانية- الأفريقية ببرلين، والتى استطاعت مصر من خلالها توطيد التعاون الاقتصادى بين أفريقيا ودول مجموعة العشرين، فضلا عن إنشاء صندوق لتشجيع الاستثمار بأفريقيا.
وأخيرا .. فإن مصر استطاعت أن تؤكد للجميع خلال عام 2019، أن لها دور محورى فى نشر ثقافة السلام فى منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن إيمان العالم بجهودها لمكافحة الإرهاب، وذلك بالتوازى مع مساعيها فى دفع مسيرة التنمية الاقتصادية فى المنطقة، ودورها على الصعيد الإقليمى للتوصل إلى حلول لمختلف الأزمات التى تمر بها المنطقة والقارة السمراء.