ساعات قليلة ويبدأ عام جديد، نتمنى أن يحمل كل الخير على مصر والمصريين، وأن يكون مبعث أمل وسلام للعالم أجمع، ومع دخول 2020، هذه السنة المميزة، يجب أن يكون لدينا دليل وخطة واضحة للدخول إليها، فالأمر لا يقتصر على طقوس الاحتفالات بـ ليلة رأس السنة والأعياد التى تعقبها، بل يتجاوز إلى تحرك على المستويين العام والخاص لما سنقدمه فى هذا العام، وكيف نبدأ بطريقة مختلفة، لنصل إلى أهداف مختلفة.
يجب أن نحدد أولوياتنا فى 2020، وليبدأ كل منا بنفسه بمجموعة أسئلة.. أين أنا الآن ؟ ما الذى أطمح إليه ؟ ما معدلات العمل التى أحتاجها للوصول إلى الهدف المطلوب ؟ كيف أدعم وأنمى قدراتى الذاتية ؟ كيف أحصل على التدريب والتأهيل المناسب؟ ماذا أحتاج للتغلب على روتين العمل ؟ كيف أدعم من حولى على القيادة ؟ وما الذى احتاجه لتنمية كوادر ناجحة وقادرة على المواجهة؟ متى أحب ما أعمل ؟
يجب أن نبدأ العام الجديد بإجابات عن كل هذه الأسئلة، حتى نحصل على الحياة التى نتمناها، فلا يمكن بأى حال أن تكون أمنيات العام الجديد مرتبطة بالتخطيط لسلسلة إجازات سنوية حتى نتمكن من إنهاء رصيد الإجازات المتبقى من العام الماضى، أو بشهادات مرضية "مضروبة " من أقرب مستوصف أو جمعية خيرية حتى تحصل على أسبوع أو 10 أيام مدفوعة الأجر، أو الحصول على يومين من الإجازة السنوية، ثم تضم معهم يوم "عارضة" لتدمجهم جميعا فى الإجازة الأسبوعية ثم إجازة عيد الميلاد.
لا يمكن أن نستقبل العام الجديد وأعلى معدلات البحث على شبكة الانترنت هو " أيام الإجازات فى 2020 "، على الرغم من أن الموظف المصرى إجازاته السنوية تصل إلى 35% من إجمالى أيام العام، فبحسبة بسيطة أنت تحصل على 104 أيام إجازات أسبوعية على مدار العام، مضاف إليها 18 يوم تقريبا للإجازات الرسمية والأعياد والمواسم والمناسبات الوطنية، و 21 يوم إجازة سنوية، مع إضافة أيام التزويغ والانصراف المبكر ومهمات العمل الصحيحة والوهمية، فحاصل جمع كل هذه الأرقام سيصل بنا إلى النسبة السابقة، ولا يمكن أن نلتمس التقدم أو نسعى إليه بهذه الإجازات، خاصة أن معدلات العمل اليومية متراجعة وضعيفة، والعامل لا يقدم أكثر من ساعتين عمل فعلى من إجمالى 8 ساعات حددها القانون.
تحدثت فى مقال سابق عن المعادلة الصينية للنجاح، التى تحمل رقم 996، وهى العمل من 9 صباحا، حتى 9 مساء لمدة 6 أيام فى الأسبوع، هكذا يولد العملاقة، فيجب أن نستلهم هذه التجارب وتلك الثقافة لنصل إلى منطقة مختلفة خلال الفترة المقبلة، وهذه المفاهيم يجب أن يتشبع بها النشء والصغار، الذين باتوا يبحثون عن الإجازات كما نبحث، بل يهللون إذا ما عرفوا أن المدرسة منحهتم إجازة أو الحضانة أغلقت أبوابها ليوم أو يومين.
العمل والإنتاج هما رخصة العبور بقوة إلى العام الجديد، فأتمنى أن نكون على قدر المسئولية ونصل بهذا الوطن إلى المكانة التى يستحقها والفرص التى يحتاجها، وكل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة وعام سعيد عليكم ومن تحبون.