سرعة تأسيس قوة عربية مشتركة أصبح «فرض عين» لمواجهة أحفاد الفرس والعثمانيين!!

للمرة الثالثة، أعيد ما كتبته فى مقالين من قبل، عن ضرورة «تشكيل قوة عربية مشتركة، المقال الأول كان بتاريخ 24 مايو 2017 تحت عنوان «رفضوا اقتراح السيسى تشكيل قوة عربية.. ووافقوا على ناتو أمريكى بالمليارات!».. والمقال الثانى كان بتاريخ 3 نوفمبر 2018 تحت عنوان «فى ظل المخاطر الجديدة.. هل يتم تنفيذ فكرة مصر بتشكيل قوة عربية مشتركة؟!».. وفى ظل تصاعد واستفحال المخاطر التى تواجه الأمة، وزيادة الأطماع بشكل متسارع فى ثروات ومقدرات الأمة، نطرح القضية من جديد، للنقاش. مصر كان لديها بُعد نظر، وقراءة واقعية للأحداث فى المنطقة، وتقارير تقدير موقف عن فيضان الخطر والأطماع فى مقدرات الأمة العربية، يفوق مخاطر تسونامى، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عام 2015 رسالة تحذير مبكرة، للأشقاء العرب بضرورة تشكيل قوة عربية مشتركة، تكون درعا وسيفا، وتحفظ وتصون الأمن القومى العربى، ولاقت الفكرة موافقة وتفاعلا من بعض الدول، وفى 29 مارس 2015 قرر مجلس جامعة الدول العربية، الموافقة على الفكرة، وصدر قرار الموافقة رقم 628، وتقرر إعداد بروتوكول مكتوب، يتضمن 12 مادة، يحدد تعريفا كاملا ويرسم سيناريو وافيا لمهام القوة. وحذر الرئيس السيسى، ومازال يحذر، من أن الجميع فى قلب دائرة الخطر، ولا يوجد دولة واحدة بمنأى عن هذا الخطر، لذلك يستوجب أن يكون للعرب قوة عسكرية قادرة على الدفاع والردع، وتتخلص الأمة من شراء الحماية والأمان بالمليارات، لكن للأسف، وكالعادة العربية التى لا تنقطع أبدا، ومستمرة استمرار الدهر، قرروا وأد الفكرة، وخرجت على أنقاضها أفكار مطاطة تفتقد لآليات التنفيذ والقدرة، ومنها التحالف الإسلامى العسكرى لمحاربة الإرهاب، وهو حلف عسكرى أُعلن عنه فى 15 ديسمبر 2015، ويضم 40 دولة مسلمة. إلى هنا تكتشف أمرا مهما أن «العرب» قرروا وأد فكرة تأسيس قوة عربية مشتركة، واستحْدثوا فكرة أخرى بمشاركة 40 دولة إسلامية، وانتظرنا التنفيذ، ولكن ظل الاقتراح مسجل على الورق فقط، ثم ظهرت فكرة تشكيل «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجى»، مع توفير قوة احتياط قوامها 34 ألف جندى لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية فى العراق وسوريا عند الحاجة. وأزعم حينها أن تشكيل تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجى، أو ما يطلق عليه «ناتو عربى إسلامى سنى أمريكى» لم يلقَ رضا مصريا خالصا، وأن مصر ومنذ البداية، رأت فيه، أنه مجرد فكرة ستذهب أدراج الرياح، قناعة بالمثل القائل «لا يحك جلدك إلا ظفرك»، ولا يمكن لأى تحالف مطاط يضم قوى الشتات، أن يكتب له النجاح، عكس لو تم تنفيذ فكرة مصر بتشكيل قوة عربية مشتركة، محددة الأهداف، والآليات، ستكون أكثر فاعلية وقدرة على الدفاع عن الأمن القومى العربى. الدليل ما تعرضت له الملكة العربية السعودية مؤخرا، من تهديدات إيرانية، وأيضا محاولة ابتزاز رخيص، لعب دور البطولة فيها، وللأسف، دولة إسلامية «سنية» هى تركيا، وأخرى عربية إسلامية «سنية» وهى قطر، وهما الدولتان اللتان كانتا من بين المشاركين فى التحالف المطاط، وبدلا من الدفاع عن المملكة، حاولتا ابتزازها واستثمار حادث جنائى، لإحراجها أمام المجتمع الدولى، واستدعائه للتدخل فى شأنها الداخلى. ثم رأينا تدهورا خطيرا فى الأمن العربى، ومحاولة إعادة الاستعمار القديم فى أبشع صوره، الاستعمار الفارسى، والذى تتبناه إيران، والاستعمار العثمانى الذى تقوده تركيا، والعرب وقعوا بين مخلبى إيران وتركيا، فهناك تهديدات حقيقية فى الخليج، وتدهورا مخيفا فى العراق واليمن ولبنان وسوريا وليبيا، وصراع استعمارى واضح لالتهام هذه الدول، ثم تستكمل مسيرة الالتهام بباقى الدول. الوضع خطير، يستوجب بحث إحياء فكرة تأسيس القوة العربية المشتركة فى ظل المخاطر المتلاحقة التى تهدد الأمة العربية، وأمن واستقرار دولها..؟! ونتمنى أن تنطفئ نيران الشك بين الأشقاء، ليصبح لهذه الأمة قرارا مستقلا، وكيانا قويا، مع عام جديد 2020 ماذا وإلا فإن الاستعمار الفارسى ونظيره العثمانى سيلتهمان الأمة بالكامل!!



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;