انتصر أبناء «بورقيبة» وبلد المليون شهيد للدم العربى، ووجهوا صفعة قوية على وجه السفاح رجب طيب أردوغان، عندما رفضوا وبشكل قاطع تمرير سيناريو الغزو التركى للأراضى الليبية، عبر أراضيهم، فى ضربة قوية للتحالف الشيطانى «السراج/أردوغان».
فايز السراج، رئيس حكومة ما يسمى الوفاق الوطنى فى ليبيا، ومولود تشاووش أوغلو وزير خارجية أردوغان، جرا ذيول الخيبة والإحباط، عقب زيارتهما للجزائر، بعدما رفض أبناء المليون شهيد أن يشاركوا فى قتل أبناء عروبتهم، أحفاد عمر المختار، بالسماح بتحويل أراضيهم إلى مسرح عمليات ينطلق منها جيش تركيا «المشلح»، لغزو ليبيا.
صحيفة «ماساجيرو فينيتو» الإيطالية، كشفت تفاصيل الخيبة التى سطرتها زيارة السراج ومولود تشاووش أوغلو، عقب تجديد رفض الجزائر أن تكون ممراً يعبر من خلاله قوات غازية لبلد عربى شقيق.
وقالت الصحيفة الإيطالية فى تقريرها أمس الثلاثاء: «فشل أردوغان فى الحصول على دعم دولى لعمليته المرتقبة فى ليبيا، فحاول انتزاع دعم الجزائر عبر إغرائها بدعم مالى ومشروعات ثنائية وغير ذلك، إلا أنها رفضت التورط فى تلك العملية العسكرية».
وكان الرد الجزائرى نصا: بلادنا لن تقدم أية تطمينات للأتراك أو السراج ورفاقه على أى مستوى، هؤلاء يسعون لتوريطنا فى مأزق هم من صنعوه ووضعوا أنفسهم فيه، وكلمتنا واحدة وستظل، لن تعبر القوات التركية من فوق التراب الجزائرى.
لم يكن الصفعة التى وجهها أبناء المليون شهيد على وجه أردوغان فقط، فلم تمر 24 ساعة على الرفض الجزائرى أن تكون ممرا يساهم فى غزو بلد شقيق، ويقتل ويشرد أبنائه ويُستباح ثرواته ومقدراته، إلا وفوجئنا ببيان رسمى من رئاسة الجمهورية التونسية يرفض بشكل قاطع السماح بإنزال القوات التركية عبر الحدود التونسية الليبية.
وقالت المتحدة باسم الرئاسة التونسية رشيدة النيفر، أن بلادها ترفض رفضا قاطعا السماح بإنزال للجيش التركى عبر الحدود التونسية الليبية، مؤكّدة أن أى شبر من التراب التونسى ليس محل أى مساومة.
الرفض الجزائرى والتونسى، بجانب باقى الشعوب العربية، للغزو التركى لدولة شقيقة، يؤكد أن الشعوب استوعبت دروس التاريخ، وأن ما حدث قبل 500 سنة عندما رفع العثمانيون شعارات الفتح الإسلامى، وصدقته الشعوب، تحت تأثير وعى زائف، وعاطفة دينية جياشة، وتوظيف أدوات العصر حينها من جهل وخرافات وفقر وتقوقع داخلى، ما مكن السفاحين العثمانيين من غزو الدول العربية، لن يتكرر.
السفاح «أردوغان»، حاول استنساخ نجاح جده السفاح «سليم الأول» الذى حققه منذ 500 سنة، وتطبيق نفس السيناريو حاليا، دون إدراك حقيقى، إما لغرور شديد، أو جهل، أو خبطات سياسية داخلية قوية أصابته بشلل فى المنطقة المسؤولة فى المخ عن التفكير والتدبير، فحاول أن يتمسك «بقشة» لإنقاذه من الغرق، مطبقا نظرية، إذا واجهت تراجعا مخيفا فى شعبيتك وانقسامات خطيرة بين مؤيدك ومشاكل داخلية جمة، اصنع عدوا خارجيا، تعيد من خلاله لحمة هذه الانقسامات!!
الصفعات المتتالية التى يتلاقها أردوغان فى الآونة الأخيرة، داخليا من خلال انفراط عقد كل حلفائه وأصدقائه، وانفضاضهم من حوله، وتفجير المشاكل مع كل جيرانه، وكراهية الشعوب العربية له، أمور تعجل بنهاية مأساوية له، قربيا، لا محالة!!