هل وصل الزمالك إلى مرحلة الخوف فى سبيل تحقيق الانتصارات؟ وإذا لم يكن الحال كذلك في الفريق الأبيض ، كيف ظهر متراجعا أمام منافس ضعيف بعدما تقدم عليه بالهدف الأول في الدقيقة الرابعة!.
الزمالك أمام زيسكو فقط لعب 20 دقيقة – 15 منها فى بداية المباراة و5 فى نهايتها - كانت كفيلة بمنحه ثلاث نقاط غالية، قربته خطوة كبيرة نحو التأهل لدور الثمانية بدوري أبطال أفريقيا.. وغيرها لم يقدم الفريق الأبيض أى شئ يحسب إليه خلال المباراة.
مباراة كان سهلا جدا على الزمالك أن يحقق فيها نتيجة كبيرة، قد يحتاجها في تحديد متصدر المجموعة حال التساوي مع مازيمبى المنافس الأول، في ظل ضعف مستوى المنافس لكن الفريق الأبيض أبى بمحض إرادته أن يحقق ذلك، بل ومنح الضيوف فرصة للسيطرة على مجريات المباراة في أغلب أوقاتها وتهديد مرمى أبوجبل.
وإذا ما بحثنا عن الأسباب التي أخرجت الزمالك بهذا الشكل في لقاء الجولة الرابعة من دور المجموعات الأفريقي، ربما يكون أبرزها خوف اللاعبين على الهدف الذي أحرزه أشرف بن شرقى في الدقيقة الرابعة، ليتراجع الفريق بعد أول 15 دقيقة كعادته بدلا من استغلال اكتساب المبادرة بزيادة الغلة التهديفية واستعادة الثقة محليا وأفريقيا بفوز كبير كان في المتناول.
ورغم أن الفوز في مثل هذه المباريات هو الأهم، لكنه كان مقلقا ولم يحقق أهدافه كاملة، وأهمها الاطمئنان على مستوى الزمالك والخروج من المنحنى المنخفض الذي يسيطر على أداء أبناء ميت عقبة الفترة الماضية ومنذ تولى كارتيرون المسئولية خلفا للمقال ميتشو.
وأيضا مع ما يمثله هذا الانتصار من دفعة إلى الإمام لاستمرار الزمالك فى النتائج الإيجابية واستعادة نغمة الفوز، لكنه أظهر سلبيات كثيرة على الأداء أمام زيسكو، أبسطها فقدان الكرة الكثير على مدار اللقاء وأخطاء بسيطة مثل التسليم والتسلم، وهو ما ساعد على تجرأ المنافس فى امتلاك الكرة، وعندما وجد مساحة بين الخطوط البيضاء ظهرت خطورة لمرتداته وكان قريبا من هز شباك أبوجبل.
*لم يظهر أى لاعب بالمستوى الكبير حتى المغربي أشرف بن شرقى الذى سجل الهدف الأول وصنع الثانى لمصطفى محمد بانكار ذات يحسب له، كانت أغلب تحركاته لاسيما في الشوط الأول سلبية للغاية ويهدر من خلالها جهده وكذلك خطورته عبر التحرك العرضي بالكرة دون أن يستفاد منها الفريق.
*أوباما يبقى نقطة ضعف واضحة فى تشكيل الزمالك، رغم مشاركاته الأساسية بشكل مستمر ومتواصل، لكنه لا يطور من نفسه ولا يستغل موهبته، بل ويظهر مستسلما لأي رقابة تفرض عليه، فضلا عن تعامله مع الكرة بدون وعى أو توافق بين ذهنه وجسده مثلما حدث في فرصة الهدف التي أهدرها بغرابة، اذ واتته الكرة داخل الست ياردات على مستوى القدم لكنه كان مصمما أن يلعبه برأسه وسط استغراب كل من يشاهد المباراة..
*كل هذا يتوجب معه إراحة أوباما على الدكة واشراك زيزو أساسيا على حسابه، وبناءا عليه يحدث تغيير تكتيكى داخل الملعب ليلعب بن شرقى مكان أوباما في المركز 10 خصوصا وأنه يميل للعمق فى أدائه بهدف استغلال مراوغاته وتمريريته، على أن يرتكز زيزو كجناح، وهو ما يحتاج قرار من كارتيرون للاستفادة من إمكانيات لاعبيه بتوظفيهم الصحيح داخل الملعب وإبعاد من يبتعد عن الفورمة العالية.
*مصطفى فتحي ساهم في ارتفاع رتم الزمالك فى الدقائق الأخيرة من المباراة عند نزوله، في ظل التمريرات الرائعة التي نفذها لزملائه أبرزها تمريرة الهدف الثانى لصالح بن شرقى قبل أن يمررها الأخير لمصطفى محمد.
مصطفى محمد بذل جهدا كبيرا وسط دفاعات زيسكو لدرجة أنه كان يصنع الخطورة لنفسه بالتحامات وتداخلات كثيرة مع الدفاع الزامبى، خصوصا وأنه لم يجد معاونة كاملة من زملائه سواء بالكرات العرضية او البينية، لكنه كلل جهده بهدف التعزيز ليصل للهدف السادس فى البطولة ويتقدم لوصافة الهدافين متفوقا على حسين الشحات وبن شرقى بفارق هدف، وكذلك وضع أسمه وسط كبار الهدافين في الزمالك بعدما تجاوز عمرو زكي وأحمد الكأس وعبد الحميد بسيوني (5 أهداف) ومتساويا مع حسن شحاتة وطارق السعيد (6 أهداف).. ليصنع تاريخ لنفسه وينتظر له أمام صغر سنه وموهبته أن يتفوق على الجميع فى القلعة البيضاء بشرط الحافظ على مستواه والتركيز داخل وخارج الملعب.