- لو سقطت مصر فإلى أين تفرون؟!.. إسرائيل عدوكم.. وليبيا داعش «معشش فيها.. والسودان لا تجد قوت يومها
من كثرة ما يتقاضاه الخونة من مقابل لخيانتهم، اعتقدوا أن الأوفياء لأوطانهم يتقاضون مقابلا أيضا، ولا يعلمون أن أسمى آيات الشرف والكبرياء أن تعيش فى بلدك وعلى أرضك، حتى وإن كان طعامك الرئيسى «مِش»، لأنه فى النهاية لك وطن وأرض، وإذا لم تصدق نظم جولة سريعة التقى فيها بالإخوة السوريين أو العراقيين أو اليمنيين أو الليبيين المقيمين فى مصر واسألهم، ماذا تشعرون عندما رحلتم من بلادكم؟ وكم منكم يشعر بالألم و«كسرة النفس» وأهاليهم يقيمون فى خيام الإيواء على الحدود مع تركيا وفى أوروبا فرارا من ويلات قتل واغتصاب وحرق الجماعات المتطرفة عبر قوارب فى عرض البحار، يبحثون عن أى مأوى؟
يا شرفاء الوطن وحُماته، من السلوم شمالا، وحتى حلايب وشلاتين جنوبا، وسيناء شرقا وحتى الوادى الجديد والواحات غربا، انتبهوا من خونة الداخل الذين أصبحوا أكثر خطرا على مصر من ألد أعدائها، وسخروا أنفسهم لإسقاط البلاد فى نفس الوحل الذى سقطت فيه سوريا، وتمهيدا لاستدعاء داعش ومن خلفهم كل التنظيمات التكفيرية من تنظيم القاعدة إلى جبهة النصرة، وجماعة الإخوان الإرهابية.
يا شرفاء هذا الوطن، هل تقبلون أن تعيشوا نفس حالة الرعب والفزع الشديد عندما قامت الجماعات الإرهابية بهدم وحرق السجون وأقسام الشرطة يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011، ثم سيطر البلطجية على الشوارع واقتحموا المحلات والشركات والبنوك والبيوت، للسرقة والنهب واغتصاب النساء والفتيات، وأصبح «حاميها حراميها»، عندما شكل هؤلاء البلطجية ما يسمى اللجان الشعبية، فى مأساة حقيقية لا تتكرر فى بلاد الواق واق؟
يا شرفاء هذا الوطن، هل تقبلون أن تنهار الدولة، ومرافقها الحيوية من انقطاع الكهرباء، واختفاء البنزين والسولار، وأزمة كارثية فى الغاز، ومصر إذا كانت تمتلك عقب اندلاع ثورة 25 يناير 2011 احتياطيا نقديا بلغ 38 مليار دولار، واستطاعت الإنفاق منه لشراء احتياجها طوال فترة انتشار السيل الثورى، وتنقل مرض التثور اللاإرادى بين أصحاب نقص المناعة الوطنية والقيم الأخلاقية، فماذا لو اندلعت الثورة الآن ورصيد مصر من العملات الصعبة فى البنك المركزى لا يتجاوز 18 مليار دولار فقط، ولا يكفى شهرا على أكثر تقدير؟
يا شرفاء هذا الوطن، لقد صدقتم وسرتم وراء البرادعى، وباسم يوسف، وبلال فضل، ووائل غنيم، وعمرو حمزاوى، وأيمن نور، وطارق الزمر، وعاصم عبدالماجد، وغيرهم العشرات، أين هم الآن بعدما خربوا البلاد؟ البرادعى خربها وهاجر للنمسا ليعيش هناك، أما أيقونة الثورة وائل غنيم، ومتحدثها وكاتبها الإعلامى بلال فضل، هاجرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويقيمان هناك فى رفاهية كبيرة، أما باسم يوسف فقرر الإقامة فى دبى، وأيمن نور وطارق الزمر وعاصم عبد الماجد، ورفقاؤهم يقيمون فى تركيا.
كل هؤلاء الذين نادوا بالثورة، عندما أدوا أدوارهم فى تخريب وتدمير البلاد، وإثارة الفوضى، فروا هاربين، ليجنوا ثمار ما فعلوه من مقابل سخى بالإقامة فى المنتجعات، ويحصلون على المنح والأموال، بينما يحصد الملايين المصريين الغلابة ثمار المر، ويكتوون بنار الدمار الذى خلفته الثورة، ويموتون قتلا وتفجيرا بعدما خرجت قبائل المتطرفين ليعيثوا فى الأرض فسادا، ولولا الخروج العظيم فى 30 يونيو ووقوف الجيش، بجوار الشعب، لكان مصير مصر أسوأ بمراحل من مصير سوريا وليبيا واليمن.
يا شرفاء الوطن لا تصدقوا هذه الوجوه التى خرجت الآن من نشطاء ونفس الإعلاميين المنقلبين، بحثا عن إسقاط بلادكم، وتشريدكم فى البحار والجبال، وفى مخيمات الإيواء على الحدود، خاصة أن ما حولكم غرق فى الفوضى والجوع، فإذا قررتم الفرار شرقا فإن أهالى غزة وإسرائيل العدو الحقيقى لكم، وإذا قررتم الفرار غربا فستجدون داعش «معشش» فى ليبياو، وإذا قررتم الفرار جنوبا فأشقاؤكم السودانيون يعانون الأمرين فى توفير قوت يومهم؟
يا شرفاء الوطن، اتخذوا من القول المآثور «الحمار لا يقع فى نفس الحفرة مرتين»، فما البال بكم أيها العقلاء المحترمون، كيف تسيرون وراء هؤلاء الذين دمروا وشردوا وقتلوا وتسببوا فى خروج تتار التطرف من جحورهم، كيف تصدقونهم من جديد؟