كم مرة تسمع من صديق أو قريب أنه اتصل على هاتفك ووجده مغلقا أو غير متاح؟ كم مرة أرسلت صورا أو فيديوهات على "الواتس آب" لتكتشف أنها لم تصل لدقائق طويلة، ربما لساعات؟ كم مرة أخبرك أحدهم بضرورة الاتصال به حتى يتأكد أن الشبكة "لسه بخير"؟ كم مرة تذهب إلى قرى الريف المصرى المختلفة فى الصعيد وبحرى وتفاجأ أن هاتفك "سقط شبكة" وبات أشبه بقطعة حديد؟ كم مرة سكان مناطق راقية فى أطراف القاهرة الكبرى يشتكون لك من أزمة ضعف شبكة المحمول وعدم تمكنهم من استقبال المكالمات بصورة منتظمة؟
كل هذه التساؤلات والعبارات نسمعها يوميا فشبكات المحمول التابعة لكل الشركات فى مصر ليست بخير، ومازال حجم الضغط عليها كبير جدا، والخدمة التى تقدمها للمستهلك منقوصة وتحتاج إلى جودة أكبر، فى ظل هذا العالم الرقمى، الذى نقضى فيه أوقاتا مع هواتفنا أكثر من أى شيء آخر، فقد بات الهاتف الرفيق الحقيقى والوسيلة التى لا يمكن الاستغناء عنها فى المنزل أو العمل.
مشكلة ضعف شبكات الاتصال، كما أنها موجودة فى المناطق البعيدة والنائية التى يعانى سكانها من غياب جزئى أو كامل للشبكة، أو قد يضطر بعضهم للصعود على سطح المنزل حتى يتمكن من تلقى مكاملة ناجحة أو استقبال رسالة على الفيس بوك أو الواتس آب، موجودة أيضا فى قلب القاهرة الكبرى، التى من المفترض أنها مركز رئيسى ومصدر لأبراج التقوية، فقد تفاجأ بأن الشبكة جيدة جدا فى غرفة نومك، بينما متقطعة فى المنطقة الخاصة بالصالة أو المطبخ ! دون أن تجد تفسيرا منطقيا لذلك.
استهلاك المصريين لخدمات التليفون المحمول كبير جدا ومبالغ فيه، فهناك ما يقرب من 100 مليون شريحة موبايل تعمل ما بين خط وكارت، نتيجة أن البعض يحمل خطين أو ثلاثة، فى ظاهرة غالبا لا توجد فى أى دولة بالعالم، فرقم هاتف الشخص فى بعض الدول يتم التعامل معه كالبطاقة الشخصية وجواز السفر، ويجب أن تكون لدينا هذه الثقافة، حتى لو كان من باب تقليل الضغط على الشبكات.
لا يمكن أن ندعم سرعات الإنترنت ونطور الأنظمة الخاصة بجودة الصوت والصورة، وكذلك التقنيات الخاصة بالموبايل، دون أن يكون هناك تحديث وتطوير لمنظومة الشبكات لدرجة أنك تتصل بمن تريد مرتين أو ثلاثة، حتى تتمكن من إكمال محادثة واحدة، فنحن نحتاج إلى ضرورة أن يكون التطوير شامل وحقيقى، وأن يراجع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات مستويات الخدمة فى شبكات المحمول المختلفة بصورة دورية ومنتظمة.