شهدت بعض القرى في الأرياف إطلاق عدة مبادرات تسعى لمواجهة غلاء المهور، خاصة في ظل الارتفاع الجنوني في طلب المهور، حيث اقتربت من نصف مليون جنيه في بعض القرى، في الوقت الذي يلتزم فيه الشاب بالإلتزامات أخرى متعلقة بتجهيز شقة وأثاث وحفل للعرس، فيصبح الشاب البسيط مطلوب منه نحو مليون جنيه ليبدأ حياته.
ولقيت هذه المبادرات رواجاً في القرى، وحجزت مساحات كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أطلق بعض الشباب صراخات عبر السوشيال ميديا طالبوا خلالها بضرورة تخفيف المهور، فيما انضمت بعض الفتيات لهذه المبادرات وأكدن رغبتهن في البحث عن شريك العمر طالما توفرت فيه شروط "المسئولية والأخلاق الحميدة ووجود مصدر رزق ثابت"، بعيداً عن المهور الخرافية التي يطلبها الأهل.
هذه المبادرات والتحركات الفردية من الشباب، دعمها الأزهر الشريف، بعدما شدد فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، خلال استقباله أعضاء لجنة الثقافة الأسرية ببيت العائلة المصرية، على ضرورة إطلاق حملة توعوية لمواجهة غلاء المهور وتكاليف الزواج، لأن هذه المغالاة تدمر الأسرة قبل بنائها، وتتسبب في عدم قدرة بعض الشباب والأسر على هذه التكاليف، وبالتالي تأخر الزواج وارتفاع نسب العنوسة، داعيًا فضيلته بيت العائلة إلى بذل مزيد من الجهد لدعم الترابط الأسري والحفاظ على الشخصية الشرقية من مهَبّ العادات الغربية التي لا تناسب مجتمعاتنا.
عزيزي الأب..عزيزتي الأم، ليس بالأموال الطائلة تُبنى المنازل، ونضمن السعادة لبناتنا، وإنما بزوج صالح يراعي الله فيها، يصونها ويحافظ عليها، نضمن لها الاستقرار، فالأموال زائلة، معادن الرجال الأصيلة هي الباقية، تعبر بمنازلنا لبر الأمان، فكم من فتيات حصلن على "شبكة" بالاف الجنيهات ومهر بأرقام ضخمة، ولم يستمر الزواج سوى أشهر وربما بضعة أيام، وقد ينتهي الأمر برمته في محاكم الأسرة، وكم من فتيات بحثن عن الستر والعفة والزوج الصالح بأقل المهور، فامتلأت منازلهن بالسعادة، وزادهن الله رزقاً، فتحولت "الشبكة" البسيطة لمجوهرات عديدة.