تحتفل وزارة الداخلية، ومعها جموع الشعب المصري، بعيد الشرطة 68، الذى يعيد للأذهان ملحمة الإسماعيلية الشهيرة سنة 1952، عندما تصدى أبطال الشرطة للمحتل الإنجليزى ورفضوا تسليمهم مبنى محافظة الإسماعيلية، وتساقط الشهداء من العيون الساهرة، فى مشهد أبهر العدو، لدرجة أن الجنرال الإنجليزى الأشهر "اكسهام" قرر منح التحية العسكرية لجثث شهداء الشرطة لدى خروجهم من مبنى المحافظة اعترافاً بشجاعتهم وبسالتهم فى الدفاع عن وطنهم.
انتهت ملحمة الإسماعيلية، لكن رجال الشرطة يسطرون ملاحم جديدة، يوماً تلو الآخر، عندما يقتحمون البؤر الإرهابية ويتصدون لخفافيش الظلام الذين يحاولون النيل من الوطن وقتل الأبرياء، وعندما يداهمون أوكار الجريمة ويتحركون أسفل طلقات الرصاص، ويواجهون هاربين من حبل المشنقة.
يسطر أبطال الشرطة ملاحم جديدة، عندما يتعاملون مع المتفجرات ويفككون القنابل والعبوات الناسفة، وهم يعلمون جيداً أن الخطأ الأول هو الأخير، وأن الموت قريباً منهم، لكنهم يواجهونه بشجاعة دفاعاً عن حياة الأبرياء.
يسطر رجال الشرطة ملاحم جديدة عندما يواجهون ألسنة النيران أثناء إطفاء الحرائق، ويتحركون أسفل الأنقاض فى العقارات المنهارة، وينقذون العالقون فى المصاعد وكبار السن، رافعين شعار: "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
يسطر رجال الشرطة ملاحم جديدة، عندما يقف ضباط وأفرا
د المرور أسفل أشعة الشمس الحارقة فى الصيف ينظمون حركة المرور، ويتحركون فى الشوارع فى منتصف ليل الشتاء القاسى لتأمين المواطنين وضمان وصولهم لمنازلهم بسلام وأمان.
يسطر رجال الشرطة ملاحم جديدة عندما يطورون الخدمات الجماهيرية فى المواقع الشرطية، فيساعدون كبار السن وذوى الإعاقة، ويتيحوا للمواطن استخراج الأوراق من المنازل، ويقدمون المساعدات الغذائية للبسطاء ويوزعون الألعاب على الأطفال، ويسددون رسوم الطلاب غير القادرين ويفكون كرب الغارمين، رافعين شعار "كلنا واحد فى خدمتكم"، ليرسموا البسمة من جديد على الوجوه.