سيطرت "الجرائم الزوجية" على صفحات الحوادث بشكل كبير خلال الفترة الماضية، ما بين سيدة تقتل زوجها والعكس، وربما كانت الأسباب التى تقف وراء هذه الجرائم واهية، إلا أننا فى النهاية أصبحنا أمام طرف مصيره القبر، وآخر فى السجن، وأطفال مستقبلهم فى الشارع.
ربما تكون "الخيانة الزوجية" ووجود العشيق أحد أهم أبرز حوادث قتل السيدات لأزواجهن مؤخراً، حيث قفزت هذه الجرائم على السطح، بعد المسلسل التركى الشهير "العشق الممنوع"، الذى تكررت حلقاته فى بعض المنازل الهادئة البسيطة، وباتت الخيانة عند البعض أمراً سهلاً.
مؤخراً، قتلت سيدة زوجها فى القاهرة، بعد زواج دام لعدة سنوات، وبالرغم من أنه زواجاً تقليداً لم يبنى على "حب"، إلا أن الزوج الذى يكبر زوجته بـ 16 سنة، حاول إسعادها بشتى الطرق، فأغدق عليها بالمال، لكنها ارتبطت عاطفياً بشاب يصغرها فى السن بعام، وسلمته قلبها وجسدها فى الحرام، ولم تقف عند هذا الحد، وإنما قتلت زوجها ليصفو لهما الجو، فوضعت له "المنوم" فى الشاى وخنقوه، ثم سارت خلف جنازته تبكى بدموع التماسيح، حتى تم القبض عليها.
هذه الجريمة تعيد للأذهان جريمة أخرى هى الأشهر بالقاهرة، عندما قتلت سيدة زوجها وعاشت مع عشيقها 7 سنوات بعد الجريمة لا أحد يعرف عنها شىء، حتى جاءت مكالمة نصف الليل بينهما لتكشف جريمتها، بعدما سمعتها طفلتها التى استيقظت لشرب الماء، فتحدثت مع أقارب والدها، الذين أبلغوا عن الأم ليتم ضبطها برفقة عشيقها وتعترف بجريمة عمرها 7 سنوات.
للأسف.. أصبحت الدراما أداة قوية من أدوات جرائم العشق الممنوع وقتل الأزواج، حيث ترسخ بعض الأعمال الدرامية خاصة الأجنبية للخيانة والقتل، فضلاً عن دور السوشيال ميديا فى سرعة تواصل الطرفين "السيدة والعشيق"، وغياب الوازع الدينى وثقافة العند بين الزوجين.
باتت المرأة تمتلك حقاً أصيلاً فى الانسحاب من الحياة الزوجية بموجب دعوى خلع تؤكد خلالها استحالة العشرة، فتحصل عى الطلاق وتبدأ حياة جديدة دون خيانة أو دم، وللرجل نفس الحق فى طلاق زوجته وبدء حياة جديدة بعيداً عن المشاكل، لكن أحياناً تسود حالة من العند، يرفض الزوج طلاق زوجته والتسريح بإحسان، فيرغمها على العيش معه، فيصبح المنزل بيئة خصبة لارتكاب الجرائم، وأحياناً تعتقد بعض النساء أن الخيانة والقتل أمراً مشروعاً لتعيش حياتها، لكنها تندم بعد فوات الأوان.
للأسف.. الجرائم الزوجية ستتكرر، وتتصدر صفحات الحوادث، طالما ثقافة العند موجودة، وطالما فشل الطرفان فى حل المشاكل وتصحيح المسارات، وطالما غابت الأسرة عن دورها فى توعية البنت برعاية زوجها وتجاوز المشاكل، وتوعية الابن بمراعاة زوجته واحتوائها، وطالما لم نستوعب قوله تعالى" ولا تنسوا الفضل بينكم".