لا يختلف شأن الحشاشين عن جماعة الاخوان الإرهابية ، فتنظيمهم ووجودهم قد ارتبط بعدد من الأساسيات التي تبدو وكأنها لا تختلف من زمن إلى زمن، فهم جماعة آيديولوجية واضحة الفكر والمعالم، كانوا من الإسماعيلية وكان هدفهم تقويض النظام السني القائم في فارس والشام ومصر، كما أن هذا التنظيم كانت له معاقله ممثلة في القلاع ومنها "قلعة الموت" في بلاد فارس والتي كانت بعيدة عن متناول سيطرة الدول المختلفة، كما أنهم وضعوا نظاما عنقوديا لعملياتهم الارهابية ، لكن الملاحظة التي لعلها تكون فريدة من نوعها هي أن هذا الكيان الإرهابي المنظم ربما يكون الأول في التاريخ الذي دخل مباشرة حلبة توازنات القوة داخل نظام العلاقات الدولية الإقليمية، فلقد ربطته بالدول والدويلات الإسلامية والصليبية على مدى أكثر من قرنين من الزمان تحالفات كما لو أن الحشاشين كانوا طرفا في المعادلة السياسية الإقليمية، على الرغم من أنهم لا يمثلون دولة وهو الامر الذي نراه ماثلا في جماعة الاخوان الارهابية التي كانت قد دخلت المعادلة السياسية في مرحلة سوداوية من تاريخ مصر لولا انتفاضة الشعب المصري ضدهم في عام 2013.
ومن الملاحظ وما يذكره التاريخ وما نراه في المركز الوطني للدفاع عن حرية الصحافة والاعلام أن جماعة الاخوان الارهابية تتطابق مع مع طائفة الحشاشين التي انتشرت في العصور الوسطي مما يجعلنا نؤكد أنها إمتداد طبيعي لهذه الجماعة الارهابية .. ومن هذا التطابق :---
أولا .. قضية القدس كانت تحتل موقعا هامشيا في دولاب تنظيم الحشاشين الارهابي حيث لم توجه أي ضربات للوجود الصليبي في القدس، بل إن الشواهد وكل محققي التاريخ قد أكدوا علي تعاون الحشاشين مع الصليبيين ضد الدول الاسلامية ، واليوم وجدنا في جماعة الاخوان الارهابية المتاجرة بقضية فلسطين والمراسلات بين المعزول الراحل محمد مرسي وشيمون بيريز رئيس الكيان الصهيوني مثالا واضحا لعلاقة الجماعة الارهابية باسرائيل.
ثانيا ..يتفق منهج الاخوان مع منهج الحشاشين علي مبدأ تقويض الدول والعمل علي انهيارها ،فالحشاشون عملوا علي قتل السلاطين المسلمين الاقوياء كمحاولة إغتيال صلاح الدين الايوبي مرتين.. وهاهم جماعة الاخوان الارهابية وزبانيتهم من الجماعات الارهابية يوجهون رصاص الغدر نحو صدور الشعب المصري قاطبة.
ثالثا..إعتمد الحشاشين سياسة الاشاعات والاكاذيب ضد الدول وحكامها ليبحثوا لهم عن موقع قدم لدي العامة ،وهو ذات المنهج الذي إعتمدته جماعة الاخوان ضد الدولة المصرية وقادتها وآخر هذه الاكاذيب ما ظلوا يروجون له عبر أبواقهم في قطر وتركيا حتي انكشفت أكاذيبهم بعد إعلان الرئيس الامريكي خطته للسلام في المنطقة.
رابعا .. معروف عن الحشاشين الطاعة العمياء التي يبديها أعضاء الطائفة تجاه سيدهم،وهو الامر الذي نجده ماثلا للطاعة للمرشد ولأولياء نعمتهم في الدوحة وأنقرة فأعضاء الجماعة يطيعون مرشدهم في محل وغير محل دون مناقشة أو إعمال للعقل .
خامسا ..كون الحشاشون فرق الموت التي نجحت في اغتيال العديد من أعداء الطائفة من سلاطين ووزراء ،وهو الامر الذي سار عليه جماعة الاخوان الارهابية بتكوين جهازها الخاص لاغتيال وتصفية معارضيها ،وتطور الامر ليصبح هذا الجهاز يتكون من الجماعات الارهابية المنضوية تحت الجماعة الارهابية ، ويخوض جيش مصر وشرطته والشعب المصري حربا ضروسا لاقتلاعهم من فوق الارض.
سادسا ..تقول شعارات جماعة الحشاشين أنها جاءت لتحرير العبيد من الذل والعبودية ،وهو ذات المنهج لجماعة الاخوان الارهابية التي تردد أن منهجها من أجل تحرير الفرد من عبودية البشر ليكون في عبودية رب البشر ،وهي العبارات التي وعاها الشعب وأدرك أنها تجارة رخيصة لاستمالة الشباب ،وأصبحت عباراتهم في هذا الصدد لا قيمة لها ولا أهمية تحت ضغط وعي الشعب المصري.
سابعا ..كان الحشاشون يقومون باعداد لوح ينقش عليه اسم عمليات الاغتيال ومنفذيها ،وهو المنهج الذي اعتمده الاخوان عبر قنوات تليفزيونية في قطر وتركيا تروج لاكاذيبهم التي لا تتوقف ضد الشعب المصري وقيادته ، وكل يوم يولولون ويصرخون ويبثون سمومهم .
أخيرا .. ظلت جماعة الحشاشين الارهابية تهدد الدول حتي تحولت مصر وعادت إلي طبيعتها السنية علي أيدي صلاح الدين حيث تشير الحقائق التاريخية – كما يقول الدكتور محمد البدري – إلي أن "قوة الدولة المصرية كانت العامل الحاسم للقضاء علي جماعة الحشاشين" ،وهو ذات الامر في عودة هيبة الدولة المصرية وقوتها في القضاء علي جماعة الاخوان الارهابية وطردهم من تحت سماء الوطن ليعيشوا عرايا مهزومين مدحورين خارج حركة التاريخ ،لتتأكد فلسفة أن الدولة هي الدولة بمؤسساتها وشعبها وجيشها وقيادتها.