فى كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسى، فى قمة أديس أبابا ، أكد أنه على الرغم من تنامى التحديات أمام القارة لا سيما استمرار النزاعات وزيادة مخاطر الإرهاب والتطرف خاصة فى منطقة الساحل والقرن الأفريقى، فقد حرصت مصر على تعزيز حالة الأمن والسلم فى القارة، معتمدة على ترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية باعتباره السبيل الأمثل للتعامل مع أزمات القارة وفهم خصوصيات الدول والشعوب الأفريقية.
وبينما يتحدث الرئيس السيسى، فى القمة الإفريقية، فمصر تستضيف حاليا اجتماع رؤساء أركان دول تجمع الساحل الخمس (G5) وممثلى الدول المانحة، وذلك فى الفترة من 9 إلى 11 فبراير الجارى، وهو ما يتماشى واقعيا مع توجهات الدولة المصرية، التى تؤمن أن دورها فى إفريقيا لا يرتبط برئاستها للاتحاد الإفريقى، بل مرتبط بعودتها منذ 2013 لدورها الحقيقى فى العالم، وفى قلب ذلك دورها الإفريقى.
وبينما يتحدث الرئيس السيسى فى قمة الإتحاد الإفريقى، فإن قمة g5 التى تستضيفها مصر، ستشهد تقديم مقترحاً لتدريب كوادر دول الساحل الخمس فى مجال مكافحة الإرهاب مما يزيد من قدرة هذه العناصر على مواجهة خطر الارهاب ويساهم فى تحقيق مزيداً من سبل الأمن وفتح آفاق التنمية فى تلك الدول، ومن هنا تظهر رؤية مصر فى مجال حماية الأمن والسلم فى القارة الإفريقية، وحيث أن الاجتماع بحث سبل وآليات تعزيز التعاون بين مختلف دول تجمع الساحل الخمس فى مجال محاربة الإرهاب عبر تقديم الدعم المتبادل فى كافة المجالات، وتبادل التجارب والخبرات فى مجالات الأمن والدفاع وإطلاق جهود التنمية.
ودور مصر الرئيسى فى إفريقيا، يظهر جليا فى تفاصيل ما تفعله قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، فالدور المصرى المتكامل يعرف ما يذهب إليه ، ويعلم أن القارة السمراء تحتاج لمد يد العون للمساعدة فى الاقتصاد، وفى الأمن الذى يحمى ثروات الدول المعنية، ويتماشى مع حرص القيادة السياسية على تعزيز الدعم والتعاون المستمر مع الدول الأعضاء لدحر الإرهاب ودعم جهود الأمن والاستقرار بهذه المنطقة الحيوية من القارة الأفريقية.
ومن الأمور التى توضح طريق الدعم المصرى لإفريقيا، فقد استعرض الرئيس عبد الفتاح السيسى في كلمته الختامية بالقمة الأفريقية، مقترح استضافة مصر لقمة أفريقية تخصص لبحث إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب، وذلك من واقع مسئوليات مصر تجاه القارة وإيمانا منها بأهمية ذلك المقترح لتحقيق السلم والأمن في القارة الأفريقية، ودعا الرئيس الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقى للتشاور المستفيض حول كل الأبعاد التنظيمية والموضوعية لتلك القمة، وهذه القوة المقترحة بمعرفة مجلس السلم والأمن الأفريقي واللجنة الفنية للدفاع، على أن يعرض الأمر على هيئة مكتب القمة فى أقرب وقت.