مفترق طرق ينتظر الزمالك تجاوزه الليلة عبر التتويج بالسوبر الأفريقى أمام الترجى التونسى ليكون بمثابة بوابة المرور السريع نحو مزيد من الألقاب والبطولات ينتظرها أبناء ميت عقبة الأيام المقبلة، بداية من السوبر المصرى أمام الأهلى أو منافسات دور الأبطال.
الزمالك يخوض السوبر الأفريقي، وسط ظروف فنية ليس على ما يرام، لكنه فى المقابل عليه أن يكون على ما يرام حتى يحقق المراد، وتجاوز ما فات ولتكن بداية لمرحلة جديدة عنوانها البطولات، وهذا يتطلب معه إحداث متغيرات فنية تواكب الحالة التى يعيشها أبناء ميت عقبة.
مواجهة الزمالك والترجى اليوم، ليست مجرد مباراة عادية ولكنها مباراة تساوى بطولة تسجل فى التاريخ وتمجد الجيل الحالى وتصنع من لاعبيه فريق بطولات، وبناءً عليه الوضع سيكون مختلفًا عن أى مباراة سبق وخاضها الفريق الأبيض الموسم الحالى، وهو ما يتوجب أن يتهيأ له اللاعبون ويكونوا على قدر المسئولية الملقاة على عاتقهم والثقة المعلقة فيهم.. خصوصًا وأن المنافس يملك من الدوافع الكثير بحثًا عن التخلص من عقدة أزلية فى البطولة بخسارة اللقب ثلاث مرات من أربع مناسبات حضروا فيها كأحد طرفى أبطال أفريقيا.
أسكواد الزمالك الحالى يضم مجموعة من اللاعبين المهرة أصحاب القدرات والإمكانيات العالية التى تؤهلهم لحصد البطولات بشرط التحلى بالروح والإصرار على الفوز دون أن أى تراخى أو رعونة.. الأمر لا يحتمل أى أخطاء أو هفوات.. التركيز مطلوب طوال مراحل المباراة والقوة الذهنية فرضية حتى النهاية تحسبًا للوصول إلى ركلات الترجيح التى لا تعد ضربات حظ وإنما علم تدريبى قائم بذاته، فهمه واستيعابه يرجح كفة الفوز، وتجاهله والتقليل منه يذهب بك نحو الخسارة والندم.
مباراة اليوم ستحسم بتفاصيل صغيرة قد تكون بعيدة عن الحسابات ويراها البعض اعتيادية، وهى بالفعل ممكن أن تكون كذلك فى المباريات العادية ولكن مع مباراة بطولة مثل السوبر الوضع يكون الوضع مختلفًا جذريًا.
الزمالك يحتاج اليوم أن يكون أكثر تنظيمًا فى خطوطه الثلاث وأهمية الترابط فى صفوفه من أول لأخر نقطة فى الملعب، وتوزيع اللاعبين فى كل بقعة من أرض الملعب، دون الانشغال بتوصيف ذلك باللعب الدفاعى، ولكنه نوع من الحذر الواجب من أجل الحفاظ على الشباك النظيفة مع إمكانية خطف هدف فى أى لحظة عن طريقة سرعة التحول من الهجوم للدفاع، مثلما فعل جروس فى السوبر المصرى السعودي، إذ كان الهلال الأخطر والأكثر وصول للمرمى، ولكن فى النهاية الزمالك فاز بأهداف نوعت من الخطف والضربات القاضية على طريقة الملاكمة.
مباراة اليوم بين الزمالك والترجى لا تقبل القسمة على أثنين، ما يحتم ضرورة أن يتم تستغل أنصاف الفرص، فمثل هذه المباريات الفرصة فيها لا تعوض ولا تأتى كثيرا، فضلا عن عدم سرحان المدافعين والتمركز الجيد داخل منطقة الجزاء منعًا لاستقبال أهداف لا تقبل التعويض، خصوصًا أن العرضيات والكرات الثابتة الترجى يجيد التسجيل من العرضيات.
*كارتيرون المدير الفنى للزمالك سيكون دور مهم هو الاخر من خارج الخطوط، وتوظيف خبراته وحظوظه فى النهائيات الأفريقية من أجل دخول التاريخ القارى من أوسع أبوابه حال الفوز باللقب الذى سيكون الرابع لصالح القلعة البيضاء، والثانى له على التوالى بعدما حقق اللقب مع الرجاء المغربى الموسم الماضى أمام الترجى أيضا، ليصبح هو الثانى فقط فى التاريخ الذى يحقق اللقب مرتين متتاليتين بعد البرتغالى جوزيه مدرب الأهلى الأسبق، لكنه يختلف فى تحقيق اللقب مع فريقين مختلفين وسيتشابه فى ذلك مع المخضرم فوزى البنزرتى الذى حقق اللقب مع الترجى 1995 ثم الوداد 2018.. فليفعلها كارتيرون للزمالك ولنفسه.