لم يعد خافيا علينا أن حكاية اشتعال سعر الدولار بشكل جنونى وراءها أسباب كثيرة، منها وأهمها وأخطرها هو دخول التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية على الخط، من خلال مخطط شيطانى تساعده فى ذلك بعض أجهزة الاستخبارات الأجنبية والعربية للوصول إلى أن يصبح الدولار قبل نهاية عام 2016 إلى 15 جنيها، وهو ما يترتب عليه رفع الأسعار، لتكون الخطوة الأولى لانفجار الغلابة وهو ما نخشاه، لأن انفجار هؤلاء سيحرق الأخضر واليابس، خاصة وأنهم مازالوا صابرين منذ أكثر من عشر سنوات وهم يتحملون كل كوارث حكوماتنا من أيام مبارك وحتى الآن، الإخوان التى حملت السلاح وذبحت وقتلت وحرقت وهدمت وخربت فى كل مكان فى مصر، منذ الإطاحة بالرئيس الفاشى والفاشل محمد مرسى عضو مكتب الإرشاد، ورغم ذلك ظلت الجبهة الداخلية متماسكة، وبالعكس كانت عقب كل عملية ينفذها هؤلاء الخونة كنا جميعا يدا واحدة، جيشا وشعبا وشرطة، وهو ما أصابهم باليأس، ومع نجاح الضربات الأمنية ضد الإرهابيين من الجماعة، وفشل التكفيريين على أرض سيناء فى الوقوف أمام قوة وشجاعة جنودنا من الجيش، بدأت قيادات الإخوان وتنظيمهم الدولى فى إخراج الخطط البديلة، وهى كثيرة جدًا، خاصة وأن هناك من يساعدهم على ذلك من أجهزة الاستخبارات الأجنبية مثل تركيا، والعربية مثل قطر.
واعتمدت الخطط البديلة على أهم وأخطر نقطة والتى تهدم الأمم، وهى الشائعات، فهى أخطر سلاح لا يمكن أن يقاوم إلا مع شعب يحب بلده، وهى الصفة التى لم تعد موجودة عند الأغلبية من هذا الشعب، وخاصة بعد هوجة يناير وحتى الآن، لأننا جميعا يعلم علم اليقين أن أهم وأبرز نتائج هوجة يناير هى أنها أفرزت أو أخرجت أسوأ ما فينا، حيث انعدم الأمن والأمان وتفشى الخوف، وانتشرت الأكاذيب، وانحدرت السلوكيات، وانعدمت الأخلاق، وغيرها من الظواهر التى ربما كانت بداخلنا ولكنها انفجرت، والسبب وجود مراهقين ضمن هوجة يناير، حيث نشروا أقذر المصطلحات وأكثرها انحطاطا بصورة لم نكن كشعب يدعى الأخلاق والفضيلة يتصور أننا نتحول بهذه السرعة إلى شعب شتام، شعب منقسم على نفسه إلى أكثر من 300 فصيل، وكل واحد من هذه الفصائل يزعم أنه يمتلك الحقيقة المطلقة. المفاجأة أن بنشر شائعة ما يعلن كل فصيل الحرب على الآخر، والنتيجة فى النهاية تكون لصالح الإخوان الذين يستغلون أى فرصة للعودة للمشهد، والدليل أنهم أكثر الناس سعادة وشماتة فيما حدث من انقسام جديد بين الفصائل المنقسمة على نفسها بعد قضية جزيرتى صنافير وتيران، والتى بصريح العبارة استغلتها استغلالا كبيرا، وأعتقد أنها نجحت فى ذلك.
ومع تزايد الخلاف والاختلاف بين أبناء الشعب المصرى المنقسم على نفسه تلعب كتائب الإخوان الإلكترونية أكثر، وهذه المرة تقوم بإجراء تعديل فى أدواته، حيث يمحون من قاموسه كل الشعارات التى كان ينادى بها تنظيم الإخوان، والذى يقوم بمسح علامة رابعة ولا يذكر اسم مرسى أو الشرعية أو الشريعة، ويستخدم أدوات جديدة للخطاب على شبكة الإنترنت تكون مناسبة للحدث، فليس غريبا أن تجد %90 من حساباتهم على الفيس بوك والتويتر قد حذفوا منها ما يجعلهم إخوانا، والهدف اختراق التنظيمات الليبرالية والشيوعية والأحزاب المدنية، وحتى الآن نجحت جماعة الشر بنسبة كبيرة جدًا، ولأن المعارضة المدنية لنظام السيسى ساذجة فإنها بلعت الطعم الإخوانى بسهولة شديدة، وعاد الإخوان بزى مدنى ولكن بداخلهم كل فكر الإخوان المتطرف، وعلى طريقة الشيعة فإنهم يستخدمون «التقية» للوصول إلى هدفهم الرئيسى وهو تفتيت الشعب المصرى والتحريض على الجيش.