قبل أيام وخلال متابعتى للبث المباشر الذى تجريه دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، لفت انتباهي سؤال أحد المتابعين للبث والذى جاء نصه "كيف أعلم أن الله راض عنى؟"، شعرت وكأننى أنا الذى أسأل هذا السؤال، فكثيرًا ما أتساءل أو ربما أقرأ خاطرة أو "بوست" لأحدهم على "فيس بوك" يتضمن نفس السؤال.
أيًا كانت مهنتك أو طبيعة عملك، تستطيع أن تعلم مدى رضا مديرك المباشر عن هذا العمل بطرق مختلفة، كأن يمنحك مكافأة تميز خاصة، أو تحصل على ترقية لدرجتك الوظيفية أو زيادة فى الراتب الشهرى، ولكن علاقتنا مع الله، ولله المثل الأعلى، قطعًا يجب أن تختلف وتسمو أكثر من ذلك، ولكن كيف نعلم أن الله راض عنا؟
أخذت أترقب إجابة أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، غير أنه زاد من حيرتى، حينما بدأ إجابته بأنه يمكن أن نعلم أن الله راض عنا إذا كنا نحن أنفسنا راضون عن الله سبحانه وتعالى، ثم أخذ يستطرد ويشرح ذلك قائلاً: "تعرف أن الله راض عنك حينما ترضى أنت عنه، وترضى عن الله حينما تستشعر نعمه عليك وأن تذوب وأنت تشكره وتقول يارب لا استطيع أن أوفى نعمك ويارب أنت لى كما أحب فاجعلنى لك كما تحب".
ثم أخذ أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، يبين أن رؤية الإنسان لنعم الله عز وجل هي نعمة فى حد ذاتها تستحق شكر الله والرضى عنه وتؤكد أن الله سبحانه وتعالى راض عنك للدرجة التي جعلك تشكره على نعمه، فكم من أناس غارقون فى نعم الله ولكنهم لا يستشعرون هذه النعم، وكم من آخرون تراهم بالكاد يسترون أنفسهم لكن تراهم وقد ملؤهم رضا عن الله وكأنهم ملكوا الدنيا بأجمعها".
أعجبنى السؤال وأعجبتنى إجابة أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فأردت أن أنقلها هنا في هذه المساحة المتواضعة لكل من يفعل الطاعات ويؤدى الفرائض التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى ثم يسأل نفسه :"كيف أعلم أن الله راض عنى؟".
"اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك راضين بقضائك وارض عنا يا الله"