وسط سباق التفاهة المنصوب على صفحات التواصل الاجتماعى، بين الفن الهابط ونصف الفاسد، والجدل اللانهائى للبحث عن لايكات أو كاميرات، يقف البطل الحقيقى وصانع الأمل، ليقدم دروسه فى صمت ومن دون دعاية أو إعلان، فى حين نرى متعالمين ومدعى علم يتقافزون ليمارسوا التدمير والعداء ونشر اليأس، يقف ليصنع المزيد من النور والأمل.
البطل اسمه مجدى يعقوب، رجل واحد بقوة وتأثير ملايين، يقدم للطب والإنسانية جهوده الحقيقية من دون إعلان، وكل يوم يشرح دروسا مجانية فى الإنسانية والعظمة فى مصر والعالم العربى.
كانت فكرة تكريم صناع الأمل فى الإمارات إنسانية ولافتة، لكونها تحتفى بكل من يسعى لتقديم جهد من أجل الإنسانية، لا ينتظر مقابلا. لقد طالبت مرات بأن يكون «مجدى يعقوب» درسا أساسيا فى مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية، الدكتور مجدى يعقوب الذى يقف مع سنواته العقد التايع ليواصل بكل قوته وعقله أبحاثه وأفكاره، وإنجازاته لإنقاذ مرضى القلب على مستوى العالم، وبدلا من أن يتقاعد ويقضى عمره فى راحة، يواصل العمل العلمى والطبى الشاق، ولم ينس فى زحام انشغالاته أن يأتى إلى بلده ووطنه، ليقيم مركز القلب فى أسوان لإنقاذ القلوب، ويسافر ويتحمل متاعب السفر ليشرف على جراحات قلب لأطفال فى دول أفريقية نائية ربما لا يتذكرهم أحد فى العالم.
وبفضل الثقة فى مجدى يعقوب، توسعت المؤسسة الخيرية لتتوالد فى صورة مراكز أكبر تقدم خدماتها بالمجان لآلاف المرضى سنويا، هذه الثقة التى جعلت كل من يريد فعل الخير يتمنى أن يضعه فى مؤسسة مجدى يعقوب.
خلال ساعات وبفضل الثقة فى العلامة الكبير، توفر ما يقرب من 360 مليون جنيه فى دبى من أجل مركز القلب الجديد، وكان هذا دليلا على أن ما ينفع الناس يمكث فى الأرض، وتواصل شجرة الإنسانية نموها وتتشعب لتظلل على آلاف من البشر. لا يفرق مجدى يعقوب بين البشر فى اللون أو الاسم أو العقيدة أو الحالة المادية يقدم يد الطب والرأفة والإنسانية للجميع.
قلت من قبل إن أهم دروس مجدى يعقوب التى يفترض وضعها فى مناهجنا أنه، وهو العالم الكبير، يرفص الاحتفاظ لنفسه بأسرار العلم، ويحرص على نقلها إلى تلامذته ومن يستطيع ويقول هذا ويكرره العلم من أجل الإنسانية: «لا أريد أن أحتفظ بالعلم وأرى دان أقدمه للناس» لم يتفرغ الرجل لإطلاق تصريحات يلعن فيها تخلفنا ويقول لنا إننا فاشلون أو يسخر من تخلفنا ويصدر أحكاما جاهلة مثل بعض المدعين، لكنه يواصل فى عقده التاسع صناعة الأمل ويعمل بطاقة شاب فى العشرين.
مرة أخرى أفضل ما يمكن أن نقدمه لأبنائنا من دروس، درس وقصة مجدى يعقوب، ونقول لهم كونوا مثل مجدى يعقوب، حتى يثق بكم الناس ويحبكم الله.