انتشرت فى الآونة الأخيرة، مجموعات "الماميز" على تطبيق "الواتساب" انتشارا مذهلا، وما من مدرسة من المدارس، وتحديدا المدارس الخاصة، إلا وهناك "جروب" لأمهات التلاميذ، يتواصلن فيما بينهن، وصارت بينهن وبين بعضهن صداقات قوية، وهو أمر جيد، ولا غبار عليه.
لكن أخطر عيب لهذه المجموعات، أنها صارت رافدا قويا ومؤثرا لنشر الشائعات دون تحقق، خاصة فيما يتعلق بالأمراض الوبائية، والتعامل معها باعتبارها واقعا حقيقيا، وكأن كل الأمهات الفاضلات تحولن إلى طبيبات، والملاحظة البارزة، أن كل الشائعات عن انتشار الأمراض الوبائية بطلها "جروبات الماميز" بالإسكندرية.
وبسرعة، تنتقل الشائعات من "الجروبات الواتسابية" إلى مواقع التواصل الاجتماعى، فيسبوك وتويتر، محدثة حالة من الصخب الشديد، دون التحقق والتأكد من صدق المعلومة، وهل هى حقيقية أم كذب، وكل أم مشتركة فى جروبات الماميز، يفوتها أنه لا يمكن الجزم بوجود مرض، أو انتشار فيروس إلا من خلال أطباء، ولا يمكن الاجتهاد فى التشخيص، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن أعراض معظم الأمراض متشابهة.
يقابل "جروبات الماميز" صفحات لا حصر لها على فيسبوك، كلها تتخفى تحت أسماء رياضية وطبخ وكوميكس ونوستالجيا، وكل هذه الصفحات دشنها جماعة الإخوان الإرهابية، ويديرها لجان الذباب الإلكترونى، وهدفها نشر الشائعات والتعامل معها باعتبارها حقائق لا تقبل الشك، لإثارة البلبلة والفزع.
وأخطر ما يواجه الأمم، هو نشر الفزع بين مواطنيها، فتنهار القدرة على المواجهة، ويتوقف العقل عن إنتاج الأفكار، فتتفاقم الأزمة، وعلى النقيض، عندما يختفى الفزع، مع إدراك أن هناك خطرا، تبدأ الشعوب فى التفكير الجيد للتعامل الأمثل لمواجهته، ودحره، بالحقائق والأفكار الخلاقة.
لذلك فإن خطورة الشائعات المنتشرة على مجموعات الماميز على تطبيق الواتساب، وانتقالها إلى مواقع التواصل الاجتماعى، فيسبوك وتويتر، تكمن فى تخفيض منسوب الوعى، وارتفاع منسوب الزيف والغش والخداع، وتأثيرات ذلك على معنويات الناس.
الرجاء من مجموعات الماميز على الواتساب فى ربوع مصر المختلفة، والمجموعات العائلية، والجالسون خلف الكيبورد، يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعى، أن يتحققوا من كل معلومة بكل وسائل التحقق، ولا يصدقون كل ما يتردد دون قرائن وأدلة حقيقية وملموسة، ولا يشاركون فى الترويج من خلال إعادة النشر "الشير على فيسبوك" و "الريتويت على تويتر" لتقنين خطأ، وشرعنة إشاعة خطيرة، والتعاطى معها باعتبارها حقيقة، خاصة فيما يتعلق بنشر شائعات تتعلق بالأمراض، لأن تأثيراته على الأمن القومى، خطير للغاية..!!