متى تعود السياحة لمصر؟.. حتى الآن ليس هناك جديد معلن بشأن عودة السياحة الأجنبية لمصر، فالتشاؤم سيد الموقف، والأوضاع متوقفة عند نقطة غير مفهومة، خاصة أن الدول التى قررت وقف رحلاتها السياحية إلى مصر فى أعقاب سقوط الطائرة الروسية بجنوب سيناء فى 31 أكتوبر 2015 لا يبدو حتى الآن أن لديها مطالب محددة أو جديدة عن المطلب القديم والخاص بتأمين المطارات المصرية لكى تعدل قراراتها، وتلغى حظر السفر لمصر.
القاهرة من جانبها عرضت على هذه الدول فتح مطارات مصر أمام خبرائهم كى يراجعوا الإجراءات الأمنية بها، وبالفعل شهدت هذه المطارات زيارات مختلفة من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا ودولاً أخرى، والكل تأكد من سير الإجراءات لكن حتى الآن لا جديد، ولا تزال الزيارات تتم حتى الآن.
لا جديد فى الأمر، كذلك فإن الوضع أصبح غير مفهوم، لكن ورغم ذلك فهناك ضوء بدأ يبزغ من بعض العواصم الغربية، التى يبدو أنها قررت أخيراً تفهم حقيقة ما يحدث، وتتجه للموافقة على إلغاء حظر السفر، حتى وإن تم ذلك بشكل تدريجى ووفق ضمانات أمنية واحتياطات يتم التوافق عليها مع القاهرة، وتأتى بريطانيا وروسيا فى مقدمة هذه الدول، فمن ينظر لتصريحات السفير البريطانى بالقاهرة، جون كاسن، يستشف منها أن هناك حلاً قريبا، فالسفير قال، مؤخراً، فى كلمته خلال الاحتفال بعيد ميلاد الملكة إليزابيث الـ90، إن السياحة البريطانية تأثرت بعد حادث الطائرة الروسية، وإنه يتعهد أمام المصريين أنه سيواصل الجهود حتى تنتهى هذه المشكلة، والسفير لن يقول ذلك إلا إذا كانت هناك إشارات إيجابية أتته من لندن.
أما روسيا فعلى عهدة سفيرنا فى موسكو الدكتور محمد البدرى فإن «تعليق الطيران بين الدولتين هو مسألة مؤقتة وليس قراراً سياسياً، والتنسيق يجرى على قدم وساق بين الخبراء فى الدولتين، وهناك فريق من خبراء الطيران الروس بالفعل فى مصر حالياً للتنسيق مع نظرائهم المصريين»، وهو ما يشير إلى أننا على أعتاب قرار روسى يلغى هذا الحظر.
حالتا بريطانيا وروسيا تشيران إلى تحركات تتم بعيداً عن الإعلام، لكن من الواضح أن هذه التحركات لن يتم الإعلان عن نتائجها إلا بعد عرضها على القيادات السياسية، لأن القرار فى المقام الأول سياسى وليس أمنيا، ومرتبط بأمور أخرى بخلاف ما هو شائع الآن، فالتأمين ليس هو المعضلة الأساسية، وإلا لرأينا إجراءات عقابية ضد بلجيكا التى اخترق الإرهابيون مطارها ونظامه الأمنى القوى، لكن لم نر ردة فعل غربية ضد بلجيكا، بل على العكس الكل تضامن معها على عكس الحالة المصرية.
هل عودة السياحة مرتبط بإلغاء حظر السفر؟.. السؤال الآن، حتى وإن قررت بريطانيا وروسيا إعادة سياحهما لمصر، فهل هذا ينهى القضية والمشكلة من الأساس، أم لابد أن تعيد مصر الثقة لنفسها من جديد أمام نفسها وأمام العالم، وأقصد هنا إعادة هيكلة الإجراءات الأمنية فى المطارات المصرية، وكل الإجراءات المتبعة بها، وهو أمر سبق أن طالبنا به كثيراً حتى قبل وقوع أزمة الطائرة الروسية، وليس عيباً التعاقد مع شركة أجنبية لتشارك شركة وطنية مصرية فى إدارة الملف الخاص بتأمين المطارات المصرية، مثل المطارات العالمية التى يوجد بها هذا الأمر، وعلى رأسها دبى وألمانيا وتركيا، لأن هذه الشركات سيكون لديها القدرة على العمل بشكل احترافى ربما لا يتوافر لرجال الشرطة المسؤولين عن تأمين مطاراتنا.
علينا أن نعترف بأننا خسرنا الكثير من المليارات خلال الشهور الماضية، مما أدى إلى تراجع قطاع السياحة وهجرت عمالة كثيرة هذا القطاع الحيوى والمهم، وبالتالى فالمطلوب الآن أن يكون لدى الدولة ممثلة فى وزارة السياحة خطة متكاملة لتنشيط السياحة فى مصر نبدأ العمل بها فور أن تلغى الدول حظر السفر إلى مصر، بمعنى أن الوزارة بالتعاون مع شركات ووكلاء السياحة عليهم إعداد الخطة من الآن لتبدأ فى تنفيذها فوراً بعد إلغاء الحظر.
المطلوب خطة نشطة للغاية تعيد اقتحام أسواق السياحة الخارجية، وتفتح أسواقاً جديدة، حتى نعوض الخسارة التى منى بها هذا القطاع المهم طيلة السنوات الماضية.