التجارب التى قدمتها الدول فى مواجهة كورونا لآبد أن يتم دراستها جيدا والاستفادة منها بصورة تجعلنا أكثر قدرة على مواجهة المرض، وإحكام السيطرة عليه، وقد كان أحد أهم أسباب زيارة وزيرة الصحة إلى الصين تبادل الخبرات والوثائق الخاصة بمواجهة المرض وأساليب العلاج وطرق العزل، ومراحل انتشار الفيروس، والبروتوكولات المتبعة للتعامل مع الحالات الحرجة، وكيف تتم مكافحة العدوى داخل المستشفيات ووسائل المواصلات العامة والشوارع.
مواجهة كورونا تحتاج إلى تحرك سريع وقوى يؤمن بخطورة هذا الفيروس على الإنسانية بصورة عامة وليس بلد بعينه، فتقريبا معدلات الإصابة انتشرت فى أغلب دول العالم، لذلك علينا أن نكون أكثر وعيا وقدرة فى التعامل مع الفيروس، ونحرص على مواجهته والقضاء عليه بصورة علمية ممنهجة، وهذا يحتاج أولا وعى بالموقف العام للمرض، وكيف أن حالة الذعر والقلق، يمكن أن تقود إلى المزيد من النتائج الكارثية.
لا يمكن بأى حال أن يكون عزل الناس فى منازلهم حلا لمواجهة الفيروس، إلا إذا كانوا مصابين فعلا وظهرت عليهم الأعراض، لكن الدعوة لأن يقبع الجميع في بيوتهم وترك العمل والإنتاج والسعى والتعليم، بالطبع ليست حلا عمليا للمواجهة، فيجب أن تكون أسلحتنا فى مواجهة الفيروس هى الوعى.
وسائل الإعلام يجب أن تكون لديها مسئولية اجتماعية كبيرة فى كل ما يتعلق بفيروس كورونا والسيطرة عليه، ويجب ألا تقدم السبق والخبر على مصلحة المجتمع، وكرة اللهب المتوهجة الآن قد تمتد وتزيد قوتها يوما بعد الآخر، لذلك يجب أن نكون على قدر المسئولية، ونتعامل مع الموقف باعتباره أهمية قصوى، وندعم ثقة المواطن فى مؤسسات الدولة، التى قطعا تبذل ما فى وسعها للسيطرة على الفيروس وتحد من انتشاره خلال الفترة المقبلة، وما أقوله لا يجب تفسيره باعتباره توجه نحو التعتيم وإخفاء الحقائق، أو عدم تناول أى جديد عن "كورونا"، لكن يجب أن يكون كل ما يكتب فى إطار الحقائق المعلنة لا التهويل أو التهوين، إلى جانب التوعية ثم التوعية، خاصة أن المجتمع المصرى مازالت نسب الأمية به مرتفعة جدا، وتزيد عن 25%، بما يجعل هناك ضرورة أن تخصص كل وسيلة إعلامية جزء من خريطة برامجها اليومية عن التوعية بفيروس كورونا المستجد، حتى يتم السيطرة عليه بصورة واضحة خلال الفترة المقبلة.
جزء من رسالة التوعية التى يجب أن تهتم بها وسائل الإعلام خلال الوقت الراهن، تتمثل فى التركيز على العادات السلبية المرتبطة بالعطس فى الأماكن المغلقة، والسعال، والبصق فى الطرقات والشوارع، واستعمال أدوات النظافة الشخصية الخاصة بالغير، فيجب أن يتم تدعيم مواجهة هذه العادات بصورة فعالة، كجزء من الحفاظ على الصحة العامة، وعلى الأسرة والمدرسة والجامعة أن تقوم بهذا الدور أولا، ثم تستكمل وسائل الإعلام برامج التوعية.