بالرغم من الأمطار الغزيرة المتساقطة في الشوارع، والتزام كثير من المواطنين بمنازلهم بسبب سوء الأحوال الطقسية، إلا أن رجال الشرطة يتواجدون في الشوارع لأداء رسالتهم النبيلة، في تسيير حركة الطرق.
هؤلاء الأبطال الحقيقيون لا يعرفون الاجازات أو المناسبات، يقفون في الأعياد بالشوارع يحرسون فرحة المصريين، وفي منتصف نهار الصيف القاسي لا تزعجهم حرارة الشمس المرتفعة، وفي ليالي الشتاء البارد يعملون في صمت.
يتابع بعض المواطنين أحوال الجو من خلال الجلوس في منازلهم أمام التلفاز، أو الجلوس على الحواسب ومتابعة السوشيال ميديا، لا يشغلهم سوى كتابة "البوستات" والبحث عن الـ"لايك" والـ"شير"، في حين يقف رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أسفل مياه الأمطار في الشوارع يؤدون عملهم بإخلاص.
رجال الداخلية لا يكتفون بتنظيم وتحريك المرور، وإنما يساهمون في إزالة تجمعات المياه، من خلال سيارات الشفط التابعة للحماية المدنية، ويسطرون مشاهد إنسانية في الشوارع، من خلال التعامل مع الأشخاص الذين قادتهم الظروف للتواجد في الشوارع وتسهيل مهمة وصولهم لمنازلهم بسلام وأمان.
ولم تكتفي وزارة الداخلية بالتواجد الميداني في الشوارع للتعامل مع مياه الأمطار، وإنما وضعت الإدارة العامة للمرور عدة إرشادات للمواطنين المتواجدين في الشوارع للعبور لبر الأمان، من خلال عدم السرعة المرتفعة، وترك مسافات أمان كافية بين السيارات، والالتزام بالحارة المرورية، وعدم الاستخدام المفاجىء للفرامل، وتجنب رفع أصوات "الكاست" وإطلاق أضواء الإنتظار، وجلوس الأطفال بالمقاعد الخلفية في السيارات، وعدم وضع الطفل أمام عجلة القيادة، والالتزام بتعليمات رجال المرور، وتوخي الحذر حتى الوصول سلامين للمنازل.
ووسط هذه الظروف الطقسية، لا أحد ينسى دور أبطالنا المرابطون في الأكمنة وعلى الحدود، يعملون في صمت،لا يبالون بمياه الأمطار، ولا تمنعهم سوء الأحوال الجوية من أداء رسالتهم النبيلة، إنهم الآمنون من عذاب يوم القيامة.