شعب ملوش حل.. جملة نسمعها كثيراً عندما نصف أنفسنا كمصريين أو عندما تصفنا الشعوب الأخرى، فى الحقيقة هذا هو حالنا حرفياً، فكم من أزمات مرت علينا وتخطيناها بصمود وقوة عبر التاريخ، وكم من مواقف جدية حولناها إلى نكت هزلية، وكم من أحزان مررنا بها حولناها إلى فرح.
المصرى دائماً صامد ومتأقلم على التغيرات التى تطرأ عليه سواء فى داخل بلده أو خارجها، دائماً يصنع من أزماته مواقف تلفت نظر العالم وتشد انتباهه.. على سبيل المثال ما مرت به البلاد بالأمس من أمطار غزيرة تسببت فى غرق كثير من الشوارع، رأينا مواقف مميزة ذات طوابع مختلفة لكثير من المصريين، منها ما هو فكاهى كالذين يسبحون فى ماء المطر بعوامة وكأنهم يقضون عطلة الصيف على شاطئ البحر، ومنها ما هو إنسانى كالفتاة التى أنقذت صغار الكلاب من المطر ووضعتهم فى سيارتها ليجفوا من البلل، ومنها ما هو عاطفى كالذى يعزف الموسيقى رغم قسوة الطقس.
الشعب المصرى لا يتذمر بسهولة بل يصبر ويواجه الأزمات، ويحول الحدث الصعب إلى حدث سهل وعابر، هذه عبقرية حقيقية أن نُضحِك أنفسنا رغم جدية ما نمر به لنخفف عن أنفسنا الضغوطات.. حقاً الطيبة والبساطة وروح الفكاهة الموجودة فى قلب هذا الشعب أكبر من أى أزمة.