كثير من المصريين، أعياهم البحث عن السر الدفين للعلاقة القوية التى تربط إثيوبيا بإسرائيل، غير قضية المياه الشهيرة، ومحاولة تل أبيب الحصول عليها بشتى الطرق، أو حتى العداء التاريخى بين العرب بشكل عام، والكيان الصهيونى، ولكن يتبقى فى الأخير، إسطورة تحولت إلى أيقونة مقدسة، هى الرابط القوى بين أديس أبابا وتل أبيب، واستثمرتها إسرائيل بكل قوة لمصلحتها، للسيطرة على القرن الأفريقى!!
الأسطورية المقدسة، يعود تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة، وتحديدا إلى 1000سنة قبل الميلاد، حيث تمكنت فتاة أثيوبية قوية من حكم مملكة «سابا» أو «سبأ» تدعى «ماكيدا» والاسم معناه «ليس هكذا»، على افتراض أن الملكة أمرت شعبها بأنه «ليس من الجيد أن يعبدوا الشمس، وأن من الصواب أن يعبدوا الله».
وتؤكد الكتب الإثيوبية المقدسة، والتى سجلت الإسطورة، أن الملكة الشابة «ماكيدا» تمكنت من معرفة عبادة إله واحد فى قلب عالم التوحيد، حينذاك «القدس» عاصمة مملكة سليمان.
وبعد مرور 5 سنوات على حكمها لمملكة «سابا» قررت زيارة القدس ومقابلة الملك سليمان، والتعرف عليه، وظلت هناك 6 أشهر تنهل من علم سليمان فى الحكم والعدل، وعندما قررت العودة إلى بلادها، وحسب الإسطورة، فإن الملك سليمان أراد أن يتزوجها، وبعد حيل عدة، تمكن من الدخول عليها، وأنجب منها ولدا يدعى «باينا» ومعناه «ابن الرجل الحكيم»، وعندما صار شابا، تمكن من تأسيس مملكة «أكسوم« تحت اسم عرش «مينليك الأول» مدشنا خط الملوك السلامى فى إثيوبيا، والذى استمر مئات السنين، حتى انتهى عام 1975 بموت الإمبراطور «هيلا سيلاسى».
وعلى الرغم من أنه لا يوجد دليل قوى واحد، سواء فى الكتب السماوية أو التاريخية، تؤكد صحة قصة الملكة «مكيدا» ملكة «سبأ»، ولقاءها الملك سليمان، والزواج منه وانجابها طفلا، إلا أن الإسطورة لها تأثير بالغ وعميق على ثقافة وتاريخ إثيوبيا ومستمرة حتى الآن.
ومن المعلوم، أن إثيوبيا القديمة «مملكة أكسوم» كانت تضم اليمن وأجزاء من شبه الجزيرة العربية، كما تمتعت بتقليد طويل من اليهودية، ورغم تحولها إلى المسيحية، تقريبًا عام 350 ميلادية، إلا أنها وحتى يومنا هذا، تحتفظ المسيحية الأرثوذكسية الإثيوبية، بنسخة طبق الأصل من تابوت العهد، موجود فى كل كنيسة، وهو رمز للعلاقة بين الملكة «ماكيدا» والملك «سليمان».
تأسيسا على هذه الأسطورة المقدسة، تكتشف حجم العلاقات الراسخة بين إثيوبيا وإسرائيل، وإنها ليست علاقات قائمة على المصالح فحسب، وإنما لها جذور دينية، ومصاهرة، تتمثل فى زواج الملك سليمان من الملكة الإثيوبية الجميلة ماكيدا، وانجابها طفلا منه، صار ملكًا فيما بعد لمملكة أكسوم، ومن ثم يأتى تأثير إسرائيل الكبير على إثيوبيا، من الباب الواسع، العقيدة، والمصاهرة، وصلة الدم..!!
ولا ننسى، أن وما أن تحط إسرائيل رحالها فوق أى بقعة من بقاع الأرض، إلا وتظهر قطر لتقدم الدعم المالى غير المحدود، لتنفيذ مخططات تل أبيب، وهو ما يحدث الآن، حيث هناك استثمارات قطرية كبيرة فى إثيوبيا، بجانب ودائع بقيمة 3 مليار دولار، وهو ما كشفت عنه المعارضة القطرية الأيام القليلة الماضية، وهددت الدوحة بسحب استثماراتها، واسترداد ودائعها فى حالة توصل أديس أبابا إلى اتفاقيات نهائية مع القاهرة حول سد النهضة، وذلك بايعاز من إسرائيل..!!
إذن إسأل عن «ماكيدا» الإثيوبية وحقيقة زواجها من الملك سليمان، وإنجابها طفلا منه، ما يعد هناك روابط عقائدية ومصاهرة ودم وعلاقات متشعبة، مع إسرائيل!!
ولك الله.. ثم شعب صبور.. وجيش قوى يا مصر!!