خرج صائبا جدا قرار تعليق نشاط كرة القدم وكافة الألعاب الأخرى فى مصر، باعتباره يمثل مسار العمل الصحيح بكل تأكيد نحو الوقاية من أخطار فيروس كورونا، إذ يبدو من الصعب فى الوقت الحالى تخيل إقامة أى مباراة قياسا على السيناريو الذى يتعايشه العالم أجمع ونحن من بينهم.
من المهم أن نتعامل مع قرار إيقاف النشاط الكروي، بنوع من الجدية والنظر للمصلحة العامة بعيدا عمن يستفيد ومن يخسر من وراء ذلك.
الاستفادة والخسارة هنا عامة، وما يسرى على ناد يطبق على آخر فى السراء والضراء.
الاستفادة من تعليق النشاط بالتأكيد تأتى فى صدارة الأولويات مهما بلغ حجم الخسائر، كونه يعد الأهم من جميع النواحى وتمثل الأولوية القصوى فى الحفاظ على الصحة العامة للجميع داخل المجتمع وليس فقط كرة القدم، وهو إجراء احترازى مطلوب ومحتاج الدعم من الجميع، جراء تفشى كورونا عالميا وتزايد حالاته يوما عن الأخر بشكل مخيف ومرعب، حتى يحمى الله مصر وكل شعبها بكافة قطاعاتها ومجالاتها.
وليس من اللائق هنا أن ينظر كل طرف لمصلحته الخاصة والقصد هنا الحديث عن موقف الدورى طالما لم يصدر قرار نهائى بإلغائه – وهو ما لم نتمناه لكنه قد يحدث – على شاكله من سيتوج باللقب الموسم الحالى ومن سيهبط للدرجة الثانية ومن يصعد منها ومن سيشارك فى البطولات الأفريقية الموسم المقبل؟، إذ يبقى حسم الأمور بهذا الشكل غير منصف للأغلب الأعم، وهى كلها فرعيات ليس وقتها تماما ولا يجوز حتى مجرد تناولها سواء رسميا أو إعلاميا أو جماهيريا، حتى لا نهلك أنفسنا وتفكيرنا فى أشياء مجهلة لا يعلم مصيرها إلا الله.
الخسارة من إيقاف النشاط ستكون على كافة المستويات وكل الأصعدة.. سواء فنيا أو ماليا!.
مؤكد أن إيقاف النشاط سيمنع استفادة الأندية من اللاعبين وفقا للعقود الاحترافية الموقعة بين الطرفين.. وأيضا سيجمد كل مصادر الدخل التى كان يجنيها النادى من وراء انتظام المسابقات وإقامة المباريات.. فكيف سيتم التعامل مع المستحقات المالية التى تبقى أهم محاور العلاقة بين الأندية واللاعبين، وإذا ما كان هناك عذر مقبول للأندية فى عدم صرف قيمة عقود اللاعبين فمن أين سينفق هؤلاء على أسرهم ويتدبرون أحوالهم المعيشية؟، وأكثر من سينال منهم ذلك الوضع اللاعبين الأجانب المحترفين فى مصر!.
وعلى المستوى الفنى، سيؤدى عدم انتظام التدريبات إلى إصابة اللاعبين بالخمول وزيادة الوزن ومن ثم فقدانهم لياقتهم البدنية والفنية، وبالتالى يتوجب عدم تعليق الأندية لنشاطاتها الخاصة وتدريباتها مدة طويلة، للحفاظ على أهلية اللاعبين الكروية وتجهيزهم بالشكل المطلوب تحسبا لاستئناف النشاط فى أى وقت.. ولكن يبقى من الضرورى أمام هذا اتباع الإجراءات الطبية السليمة التى توفر الحماية للجميع وتحافظ على سلامتهم.
يتوجب على الجميع داخل المنظومة التريث فى إطلاق أحكامه القائمة على نزعته التعصبية المفروض أن ننحيها جانبا، وعلينا أن نكون واقعيين فى التعامل مع الموقف، فنحن لا نعرف إلى أين يتجه الفيروس وأين سنكون بعد أسبوعين مدة تعليق النشاط ، على أمل أن يعود النشاط ليدب فى الملاعب من جديد وهو ما نريده ويريده الجماهير والأندية.
ويجب أن توضع استراتيجيات واضحة من اتحاد الكرة باعتباره القائم على إدارة الكرة، فى تنظم العلاقة بين اللاعبين والأندية لإعداد وتجهيز أنفسنا لمواجهة كل الاحتمالات التى قد تحدث، خصوصا وأن هناك بعض الأندية لا تملك أى موارد باستثناء ما يأتيها من دعم ومن حقوق البث والاعلانات وهى ما تصرف على الفرق أولا بأول دون فائض يكون بمثابة سد أى عجز طارئ.
كل ما سبق ذكره مناقشات تدخل تحت بند وحيز الاحتراز وتطبيق منهج استقبال المشاكل قبل وقوعها لوضع الخطط والحلول المناسبة لها فى حينها حتى تكون الأمور مدروسة بعيدا عن أى قرارات عشوائية قد تصدر بشكل مفاجئ لتهدد الأمور أو تزيدها سوءا أكثر مما هى عليه.