المحنة التى يعيشها العالم مع فيروس كورونا المستجد تدعونا للعودة إلى الأخلاق والقيم والتسامح واحترام الآخر والتعاون على الخير، كما تدعو كل الشرائع والديانات السماوية، بل حتى الديانات الوضعية، التى تحتكم للمعايير الإنسانية في التعامل بين البشر، وما يحدث في مختلف دول العالم ترتبط بهذا الفيروس اللعين ما يدعونا إلى التأمل والتخلى عن الأنانية وحب الذات، التى أنهكتنا طوال الفترة الماضية وأظهرت أسوأ ما فينا.
هذه المقدمة أبدأ بها من أجل توجيه مجموعة من النصائح، والمرور على العديد من السلبيات التى نعيشها خلال الفترة الراهنة مع ظهور فيروس كورونا فى مصر، ووصول معدلات الوفيات لـ 4 حالات حتى الآن، أولها ضرورة عدم التكالب على السلع والأسواق الغذائية، وتجاوز المشاهد التى رأيناها خلال الأيام الماضية، وندرك أنه مهما كانت قدرتنا على تخزين السلع لن تنفعنا إذا احتدت الأزمة وزادت خلال الأيام المقبلة.
الجزء الثانى المرتبط بفكرة السلع الغذائية والأدوات والمطهرات والمعقمات والمنظفات هو "الاحتكار"، الذى يمثل الحلقة الثانية ورد الفعل المباشر للتكالب على السلع من جانب تجار الأزمات الذين سرعان ما ضاعفوا أسعار هذه السلع، بل لجأوا إلى تخزينها وتكديسها فى المخازن أملا أن تتضاعف أسعارها مرة أخرى، مع العلم بأن الأزمة لو تفاقمت لن تستثنى أحدا، غنى أو فقير، مسئول أو مواطن عادى، فمؤخرا تم وضع وزير الدفاع الأمريكى فى الحجر الصحى، ورئيس الأركان الإيطالى، ووزيرة الصحة البريطانية، بل ورئيس البرتغال نفسه يخضع للحجر الصحى، فلا تتصور أن الوقت الآن مناسب لجنى المكاسب والأرباح من تجارة الكمامات والمنظفات وأدوات التعقيم أو السلع الغذائية، بل للاعتبار بأن التعاون في المواجهة هو أقصر طريق للوصول إلى الحل.
الجزء الثالث للمواطنين المطهرات ليست أدوية ولن تعالج كورونا، بل هى مجرد وسيلة للنظافة الشخصية والوقاية قدر الإمكان من تجنب نقل الفيروس، ويمكن للصابون العادى أن يقوم بنفس الدور، لذلك علينا ألا نقلق من نقص هذه المطهرات والمعقمات، ونبتعد عن مخالطة الغرباء، فهذا الإجراء أهم بكثير من السعى لشراء " الهاند ووش" أو الكحول أو المواد المطهرة بمختلف أنوعها وأشكالها.
أخيرا تتبقى مجموعة من النصائح علينا اتباعها خلال الفترة الراهنة، حتى تكتب لنا النجاة من هذا الفيروس اللعين:-
- تجاوز القلق.
- احترس قدر الإمكان.
- لا تخالط أحد خارج الأسرة وابتعد عن أماكن التكدس والزحام.
- اعزل نفسك في المنزل ولا تخرج إلا لتلبية حاجاتك الضرورية ولا تستخدم المواصلات العامة.
- حاول أن تقرأ وتستفيد من تجارب الدول فى التعامل مع كورونا.
- لا تستهين بالإجراءات الوقائية أو تتخلى عن أدوات النظافة الشخصية.
- حاول الاستفادة من فترات سطوع الشمس، فقديما تعلمنا أن البيت الذى تدخله الشمس لا يدخله الطبيب.
- استشر الطبيب حال الشعور بالقلق أو أى أعراض مرضية.
- توقف عن تقبيل أطفالك بصورة مستمرة وعودهم على تجاوز هذه العادة.
- لا تحاول التهوين من خطورة الفيروس ولا تردد ما تسمعه عنه من قصص وهمية لم يكتشفها العلم وعجزت عنها أكثر المعامل تطورا فى العالم.