- أمس كان الصراع بين الخير والشر..بين ملح الأرض المضحى من أجل وطنه وبين الخونة
ملخص الاحتفالات بيوم العزة والكرامة وعودة سيناء، أمس الاثنين، أن ملح الأرض من بسطاء هذا الوطن لقنوا من نصبوا أنفسهم نخبا ومتحدثين حصريين باسم الشعب، دون أى حيثية تذكر، درسا فى القيم الأخلاقية والوطنية، وبعثوا رسالة قوية لكل دعاة الفوضى والتخريب، مفادها أن للوطن صاحبا وحيدا هو الشعب الحقيقى، عمّاله الواقفون خلف ماكينات المصانع، ومزارعوه الذين يحملون الفؤوس فى المزارع والغيطان، وجنوده الواقفون على الحدود، وشرطته الحامية للبيوت، ومعلموه فى المدارس والجامعات، وأطباؤه فى المستشفيات، ومهندسوه المعمرون فى الصحراء.
يوم أمس الاثنين 25 أبريل، كان يوما محملا بمشاهد يقف أمامها أى متابع بالتحليل الواقعى بعيدا عن العواطف الجياشة، نكتفى منها بثلاثة مشاهد فقط معبرة وواضحة لا لبس فيها، ويمكن البناء والقياس عليها عند التقييم للقيم والمبادئ والعمل الوطنى.
المشهد الأول: وشهد شاهد من أهلها، فقد رصدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، حالة الحزن والألم التى عمت فى إسرائيل بمناسبة الذكرى الـ34 من انسحابها من شبه جزيرة سيناء واستعادة القوات المسلحة المصرية لكافة أراضيها، مشيرة إلى أن مصر بثت فيديو نادرا ومهينا لعدد من جنود الجيش الإسرائيلى كانوا فى الأسر خلال حرب أكتوبر عام 1973.
وادعت معاريف أن الغرض من الإفراج عن تلك الفيديوهات الجديدة والنادرة فى احتفالات مصر بتحرير سيناء، هو رفع معنويات الشعب المصرى والجيش المصرى الذى يقاتل التنظيمات المسلحة فى سيناء.
وهنا نؤكد أنه عندما تأتى الشهادة وباعتراف كامل من العدو حول هزيمته القاسية، فإنما يؤكد قيمة وقامة مصر المعلومة لدينا بالضرورة، ولكن الاعتراف بمثابة الصفعة القوية على وجوه كل المسخفين والمسفهين من الذين نصبوا أنفسهم نشطاء، وأيضا رد قاس على وجه الجماعة الإرهابية المشككة فى كل انتصار وطنى.
المشهد الثانى: فوجئنا صباح أمس، وبينما نتنشق عبير البهجة بعيد تحرير سيناء، فوجئنا بعبد المنعم أبو الفتوح، المشتاق لمنصب مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، ورئيس حزب مصر القوية، الباب الخلفى لجماعة الإخوان، يكتب على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" سقطة جديدة ومدوية من سقطاته الوطنية التى لا تعد ولا تحصى عندما كتب نصا: "ونحن نحتفل بالتحرير الجزئى لأرض سيناء التى رويت بأطهر دماء شباب مصر، يخطط الصهاينة العرب لاقتطاع أعز ما فى سيناء على كل مصرى أرض تيران وصنافير".
الرجل الذى يتدثر بعباءة مرشد الجماعة، وينادى بثورة ضد السيسى اعتراضا على عودة جزيرتى "تيران وصنافير" للسعودية، يصف عيد تحرير سيناء بـ"الجزئى"، ويصف السعودية بـ"الصهاينة العرب" فى تطاول كبير على دولة عربية شقيقة وداعمة لمصر، كان هو وجماعته يعتبرانها قوة حامية وحاضنة لهما.
هل رأيتم من قبل مثل هذا التسخيف والتسفيه من شخص كان يبحث يوما عن مقعد رئاسة مصر، ويعمل الآن ليل نهار لإسقاط بلاده فى مستنقع الفوضى، ويسافر إلى دولة عربية خلال الأيام القليلة الماضية للتنسيق مع قيادات التنظيم الدولى لتأجيج الشارع المصرى بدءا من 25 أبريل وخلال الفترة المقبلة؟!
المشهد الثالث: دعوات نشطاء السبوبة، والمخربين الأوائل، لتدشين حلقة جديدة من سلسلة حلقات المؤامرة الهادفة لإسقاط مصر، من خلال الدعوات لمظاهرات تطالب بإسقاط الجيش والشرطة، وإزاحة النظام الحالى، بترتيب وتنسيق كامل مع جماعة الإخوان الإرهابية، فى تكرار سيناريو حقير ومقيت لتسليم البلاد للجماعة ومن قبلها «داعش»، واختيار أيام ومناسبات وطنية يعتز بها كل وطنى شريف، وكأنهم ينتقمون من مصر لصالح أعدائها من إسرائيل وقطر وتركيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا فى الوقت الذى وجدنا فيه ملح الأرض المصريين البسطاء والغلابة الذين خرجوا من الصباح الباكر للاحتفال بعيد تحرير سيناء، متحملين ارتفاع حرارة الجو، ويؤكدون أنهم الدروع الحقيقية الواقية والحامية لأمن وأمان هذا الوطن، كان هناك أيضا متآمرون وخونة يدشنون فى الخفاء خطط إسقاط مصر فى وحل الفوضى، مستخدمين كل أدوات الخسة والنذالة، والبحث عن أموال طائلة ثمنا للخيانة فى شكل تمويلات من الخارج، والسفر إلى قبلة الخيانة فى العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، للإقامة والحصول على منح دراسية.
وبالتدقيق فى احتفالات ملح الأرض من البسطاء والغلابة بعيد تحرير سيناء، وبين الخونة المتآمرين لإسقاط مصر فى نفس اليوم الذى عادت فيه سيناء إلى حضن الدولة، يتبين للقاصى والدانى وبما لا يدع مجالا لأى شك، أن الذين نصبوا أنفسهم دعاة الحرية، والدفاع عن مصر وأراضيها، بالدعوة للتظاهرات المخربة، لا تعنى أمن وأمان واستقرار الوطن فى شىء، وأن هدفهم الرئيسى تلقى التمويلات والسفر والإقامة فى أمريكا وأوروبا.
من الآن وصاعدا لا يمكن لنا الصمت حيال الحيات السامة التى تعيش بيننا، ولا من رفع العصا لمن يعصى ويخون وينتهك شرف القيم الوطنية السامية، ونعى أن جيش مصر هو السيف الباتر لكل من تسول له نفسه الاقتراب وتهديد أمن بلادنا، فى الداخل والخارج، ولنا فى هذه الجزئية أحاديث كثيرة خلال الأيام المقبلة، لوضع النقاط فوق الحروف.