على مدار الأيام الماضية تعاملت الحكومة بمهارة كبيرة منذ بداية موجة الطقس السيئ وتعليق العمل بالمدارس والجامعات وأيضا بمؤسسات الدولة المختلفة لعدم تعرض المواطنين لاى مكروه فى حالة خروجهم الى الشوارع ،فى الوقت الذى ظل فيه العاملين بالمصالح الخدمية والحيوية فى مقر عملهم من أجل استمرار الخدمات، وهو ما حدث بالفعل حيث لم يشعر المواطن بانقطاع هذه الخدمات بالشكل الذى كان يحدث من قبل، وبنفس المهارة فى الأداء وبدون عشوائية تتخذ الدولة حاليا العديد من الإجراءات والقرارات للوقاية من انتشار فيروس كورونا، لكن هذه القرارات وحدها لا تكفى دون تحمل المواطن نفسه المسئولية والتكاتف مع مؤسسات الدولة لحمايته وحماية أسرته أولا، ثم الحفاظ على بلده الذى هو جزء لا يتجزء منها.
لا وقت للهزار فى التعامل مع أزمة كبيرة تواجهها حاليا جميع دول العالم، وهى انتشار فيروس كورونا، فمن تهاون منهم مع الأزمة فى بداية ظهورها رغم ما يملكونه من تكنولوجيا حديثة فى مختلف المجالات، يواجهون حاليا تحديات كبيرة وصعوبات فى غاية الخطورة وخسائر بشكل يومى، الأمر الذى يتطلب منا جميعا عدم التهاون والالتزام بما يصدر من تعليمات من مؤسسات الدولة، وأهمها الالتزام بعدم الخروج من المنزل إلا فى الضرورة القصوى، إما لشراء السلع الغذائية أو الأدوية أو العمل للمضطر، وخاصة فى الخدمات الحيوية والاستراتيجية، ومن دون ذلك، عليه الجلوس فى المنزل فى الوقت الحالي، حفاظا على نفسه وأولاده، وعدم الالتفات لأى أخبار سوى ما يصدر من بيانات رسمية عن مؤسسات الدولة، تجنبا لأى شائعات الغرض منها ضرب استقرار بلدنا لصالح جهات مشبوهة.
لا قت للهزار أو الاستهتار فى التعامل مع الأزمة، حيث إن الدولة بكل مؤسساتها المختلفة اتخذت من القرارات التى تيسر للمواطن عدم الخروج من المنزل، سواء فى تعليق العمل بالمدارس والجامعات، وتخفيض عدد العاملين فى مؤسسات الدولة المختلفة، ومنح إجازات استثنائية مدفوعة الأجور للعديد من الفئات، وغيرها من القرارات التى اتخذت لحماية المواطن، ومن المتوقع اتخاذ المزيد من القرارات الأخرى خلال الأيام المقبلة من أجل الوقاية من انتشار فيروس كورونا، فما نشهده حاليا هو انتفاضة حقيقية للدولة لحماية أولادها، ولكن المسئولية أصبحت مشتركة وبدون وعى المواطن بخطورة ما نواجه حاليا وعدم التزامه بالجلوس فى المنزل سنتعرض لأزمة كبيرة، نأمل من الله عز وجل أن لا نصل اليها مثلما نشاهده يحدث حاليا مع كبرى الدول .. حفظ الله مصرنا الحبيبه من كل سوء.