التنظيم القذر يسعى لتصفية الأصوات والنماذج المسلمة المعتدلة فى الغرب
اختلف كما تشاء مع مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابعة لدار الإفتاء المصرية، وهاجمه كما تشاء، ولكن عليك أنت تؤمن أن بيانات المرصد مؤخرا فضحت ألاعيب وكوارث تنظيم داعش القذر، ولو اكتفينا بهذا الدور فإنه دور عظيم، رغم أننا جميعا نطمع فى أن يكون للمرصد دور آخر وهو القضايا المحلية، وهو دور لو تبناه المرصد فسيعيد إحياء القيم الإسلامية العظيمة، ومحاربة فتاوى داعش ستظل الأقوى للمرصد، ويكفى تحذيره من خطورة إصدار تنظيم «داعش» الإرهابى لقائمة اغتيالات مرتقبة، تشمل أكثر المسلمين المسؤولين نجاحًا فى أوروبا وأمريكا والمملكة المتحدة، مؤكدًا عزمه على تصفيتهم بعد وصولهم لمناصب رفيعة فى هذه الدول، وذلك بسبب «ارتدادهم» عن الدين الإسلامى، على حد وصف التنظيم.
هذه الخطوة من جانب التنظيم تأتى فى إطار سعى التنظيم الحثيث لتحقيق نبوأته حول نهاية التاريخ، وتحقيق الصدام بين أتباع الأديان السماوية وإضفاء القدسية والرسالية على مشروعه الساعى إلى تحقيقه، وذلك عبر إثارة الأحقاد والصدامات بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات السماوية، وصبغ تلك الصدامات بالصبغة الدينية لدفع أنصار كل معسكر نحو تديين الصراع وتأجيجه، وهو ما يتم إجهاضه بشكل دائم ومتكرر عبر المؤسسات الإسلامية الوسطية والمستنيرة، والشخصيات المسلمة الفاعلة فى الغرب التى تقدم صورًا معتدلة للمسلم الغربى الناشط فى مجاله والمتمسك بتعاليم دينه، وهى صور وأصوات تناقض ما يسعى له التنظيم ويهدف إلى إيجاده، لذا يسعى بشكل كبير إلى إسكات تلك الأصوات وإخراجها بشكل كامل من مشهد العلاقة بين المسلمين وغيرهم، كى لا يبقى سوى أنصار الصدام والصراع المسلح بين المسلمين وغيرهم.
إن التنظيم الإرهابى قام بنشر تلك القائمة فى مجلة «دابق» التابعة له التى شملت أسماء إسلامية بارزة فى عالم السياسة، مثل «هوما عابدين» مساعدة المرشحة المحتملة للرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون، والنائب الجمهورى الأمريكى كيث إليسون أول مسلم فى الكونجرس، وعضوى البرلمان البريطانى سعيدة وارسى وساجد جافيد، حيث طالب التنظيم الإرهابى مقاتليه وأنصاره فى الدول الغربية بقتل المشاهير من المسلمين فى عالم السياسة الذين وصفهم بـ«الصليبيين العلنيين»، معتبرًا أنهم ينفذون قوانين «الكفار».
وشدد المرصد على أن خطورة تلك القائمة تنبع من اعتماد التنظيم الإرهابى استراتيجية «الذئاب المنفردة» التى تتلخص فى تجنيد أعداد كبيرة من المتطرفين حول العالم، وجذبهم فكريًّا إلى منهج التنظيم الإرهابى، ليكونوا نواة لأعمال العنف فى المستقبل بشكل فردى ودون اتصال أو تنسيق مع التنظيم الأم، وقد حرص التنظيم فى الآونة الأخيرة على إمداد تلك الأعداد من الأفراد بكل ما يحتاجونه من مواد علمية ومصورة تشرح كيفية القيام بأعمال إرهابية تخدم أهداف التنظيم دون اتصال أو تواصل مع عناصر «داعش»، حتى لا يسهل رصدهم والقبض عليهم من قبل السلطات المحلية.
بيانات المرصد كشفت عن أن فرص تعرض تلك الشخصيات إلى عمليات تصفية من جانب «الذئاب المنفردة» تبقى مرتفعة فى ضوء امتلاك «داعش» لكثير من الخلايا النائمة والعناصر الكامنة التى يطلق عليها مسمى «الذئاب المنفردة»، وهو ما يجعل تلك الشخصيات والنماذج الإسلامية الناجحة فى مرمى التهديد المستمر من جانب التنظيم الإرهابى وأتباعه.
ويبدو لى أن الهدف من إعلان تلك القائمة من جانب «داعش» إنما هو إرهاب وتخويف للقيادات وللعلماء المسلمين لأجل إثنائهم عن القيام بدورهم فى تصحيح المفاهيم المشوهة والمغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وتقديم النماذج الناجحة والمشرفة للمسلم، كى تظل صورة المقاتل الداعشى هى الصورة النمطية عن المسلمين حول العالم. انتهى بيان المرصد وهو من أشد البيانات الذى يكشف فيه خوارج العصر وكل العصور.. اللهم احمِ مصر من جرائم الدواعش.. اللهم آمين.