" بيقولوا "

هل تعلم عزيزي القارئ أن هناك شريحة كبيرة جداً من المجتمع يعد مصدر معارفها الأول و الأخير و ربما الأوحد هو " بيقولوا " فهذا القطاع الذي يمثل العدد الأكبر من شعب مصر و الذي يتجسد في عمال النظافة و العمالة المؤقتة و الموسمية و حراس العقارات و غالباً ما يكون من غير المتعلمين إلا يادوب بيفك الخط في أسعد حالاته و أمي في أغلب الأحوال . و يعد هؤلاء المصدر الأساسي لترويج و نشر الشائعات و الذين يعتمد عليهم بشكل أساسي من يبثون الشائعة و يطلقونها لتتناقلها هذه الألسنة دون تفكير أو وعي . فقد اصطدمت بالعديد من تلك النماذج و توقفت أمام هذه الكارثة التي وجب علينا جميعاً التصدي لها بعد أن تضع الدولة خطة عامة لمعالجتها ، إذ أن خطورتها لا تقتصر فقط علي تداول الشائعات ، لكنها تشكل مناخ شديد الخصوبة لهؤلاء الذين يخططون لنشر الطاقة السلبية و تصدير الإحباط و الخوف بنفوس المصريين البسطاء الذين كما ذكرت هم القطاع الأكثر عدداً ، فعلي سبيل المثال من خرجوا بالإسكندرية في مظاهرة للتضرع إلي الله أن يرفع عنهم الوباء و كذلك من كرروا التصرف بقرية الهياتم ، بفعل فاعل خبيث و إيعاذ لشر مدبر من فئة يعرفون أنفسهم و نعرفهم جيداً . و كذلك هؤلاء الذين يتعاملون بمنتهي الإستهتار في محطات القطار و المترو و مراكز الإتصالات و أمام أبواب البيوت بالحواري و الأزقة و يختلطون بشكل ربما أكثر حميمية من ذي قبل ، لأنه قد تصدر لغالبيتهم أنه لا وباء و لا حاجة ، دي الحكومة عاوزة تخوف الناس و تقعدهم في البيت و تتخفف من أعبائهم . فكيف إذاً نتمكن من حل هذه الأزمة التي كانت و ما زالت هي العائق الأكبر و المثبط الأوحد لمجهودات الدولة التي تقوم بها للحد من انتشار الوباء ؟ إذ أن الإعلام بمختلف وسائله و قنواته قد يعجز عن الوصول لقطاعات لا تقرأ و لا تسمع و لا تتصفح الأخبار و يعد مصدر معلوماتها الأساسي هو " بيقولوا ". إذا ً : لم يعد أمامنا سوي محاولة الوصول لهذا القطاع العريض بعقر داره ، كيف ؟ أقترح : أن تتكاتف أجهزة المحليات بكافة المحافظات لنشر حملات مكثفة للتوعية بشكل عام و خاصة بفيروس كورونا و طرق الوقاية منه و كل ما يبثه الإعلام من إرشادات وزارة الصحة لكنه لا يصل لهؤلاء . و لتكن بداية لإستمرارية العمل علي هذا الملف الخطير فيما بعد انقضاء الأزمة بإذن الله إذ أن الحياة لا تكف عن الأزمات و نشر الوعي بين طبقات الشعب التي تخضع لتغييب عقولها و استخدامها لنشر و ترويج الأكاذيب التي تخدم مصالح قطاع آخر قد حان وقت الإنتباه لخطورتها فما هم إلا قنابل موقوتة لا يجب أن نغفل عنها و نتركها لتنفجر وقتما يشاء أعدائنا . فلا بديل عن سرعة الخلاص من كارثة " بيقولوا "



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;