بعدما ينتهى زمن كورونا سنتذكره فى السنوات المقبلة ونحن نجلس على المقاهى وفى المنتديات الأدبية وفى دور السينما والمسارح، ونحن نحتشد من أجل حدث ثقافى، سنكون أناسا آخرين غير الذين عاشوا قبل انتشار هذا الفيروس اللعين.
سنكون أشخاصا مؤمنين بقيمة الأشياء البسيطة، أعتقد أننا سنرحب ببعضنا أكثر، سنعلن لأصدقائنا أننا نحبهم، وأعتقد أن اعتذاراتنا ستقل جدا، وأن مشغوليتانا لن تمنعنا من التواصل.
ومن جانب آخر أظن ستظهر أنواع جديدة للكتابة، وسيزيد الخيال ويختلف معناه، سيصبح بلا سقف سيملك جناحين كبيرين يحلق بهما بعيدا، وبالطبع سوف تنتشر كتابة الدوستوبيا، حينها ستتحول إلى كتابة واقعية، فلم يكن أكثر الكتاب يتخيلون من قبل أن نجد أنفسنا فجأة فى مواجهة هذا العالم الموبوء محبوسين فى بيوتنا وفى خوفنا.
ومن ناحية خرى سيخرج الشعر من هذه الأزمة أكثر قوة بعدما أثبت فى هذه الأزمة أنه أكثر الفنون قدرة على التواصل مع جمهور السوشيال ميديا.
ما الذى سيتغير أيضا فى عالمنا الثقافى أظن أن الكتاب الورقى سوف يجد منافسة شرسة من الكتاب الإليكترونى، وستضطر دور النشر المختلفة للدخول فى هذا السباق من أجل المحافظة على وجودها، وستظهر جوائز أدبية جديدة بشروط جديدة تسمح للكتب الإليكترونية بأن تأخذ مكانتها فى هذا العالم وهو أمر تستحقه بالفعل.
سيظهر عدد كبير من الكتب والروايات يؤرخ لهذه الفترة، سنتعامل معها مثلما نتعامل مع الثورات والأحداث التاريخية الكبرى، سنتحدث عما قبل كورونا وعما بعدها.
المهم وسط كل هذه التغيرات التى ستحدث أن نحافظ على أنفسنا، على إنسانيتنا، وألا نسمح لها بأن تتغير أو تتبدل.