يبدو أن الإرهاب البغيض والأسود، لم يتمالك نفسه أمام رضى المصريين بما تقوم به دولتهم من إجراءات احترازية لمواجهة تفشى الوباء العالمى "كوفيد 19"، والمعروف إعلاميا بـ"كورونا"، والذى ما زالت دول العالم تعانى من ويلاته بإصابة الملايين، ووفاة عشرات الآلاف من جهة، وأمام أيضا الإشادات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية بتجربة مصر فى تعاملها مع تلك الأزمة العالمية، لنجد اصطفاف الشعب مع قياداته السياسية والتنفيذية لخوض هذه المعركة، فحاول هذا الإرهاب اللعين، أن يطل برأسه من جديد فى منطقة الأميرية بالقاهرة، ولسان حاله يقول، لا للاستقرار، ونعم للفتنة الطائفية في هذا الوطن، لكن يقظة رجال الشرطة البواسل كانت بالمرصاد أمام تلك الأفعال الخبيثة، فنجحت قوات مكافحة الإرهاب بالقضاء على خلية إرهابية بتلك المنطقة قبل أن تنفذ مخططها الشرير، وتم قتل جميع عناصر الخلية الإرهابيةن والذى بلغ عددهم 7 أشخاص.
ورغم مأساة هذا المشهد، إلا أن هناك عدة رسائل، أولها، أن تلك الجماعات الإرهابية لم تتوان فى السعى الدائم لبث سمومها واستغلال أية فرصة لتوجيه ضرباتها العدائية ضد الدولة المصرية، فى سبيل مخططاتها الرامية لإسقاطها، ونشر الفوضى فى البلاد، وإظهار ضعفها أمام العالم.
وتأتى الرسالة الثانية، رغم استشهاد ضابط من قواتنا الأمنية هو الشهيد المقدم محمد الحوفى، أن الدولة المصرية دائما في يقظة تامة، وأن أجهزتها الأمنية على قدر المسئولية، لأنه ببساطة الوصول إلى أماكن هؤلاء الإرهابيين بشكل استباقى، وكشف مخططاتها المسمومة، لا يتم إلا من خلال أجهزة رصد معلومات حديثة ومتطورة، إضافة إلى وجود قوات على قدر عالٍ من التدريب والتسليح.
أما الرسالة الثالثة، تتجلى في تعاون أهالى المنطقة مع رجال الأمن، أثناء التعامل، الأمر الذى يؤكد وحدة الشعب المصرى وتكاتفه مع قواته الشرطية والأمنية، وأن شعار "الشعب والشرطة إيد واحدة" لم يأت من فراغ، وإنما من خلال وعى لمواطن يقدر رجال الأمن وتضحياتهم في سبيل هذا الوطن الغالى.
فيما تأتى إصابة تلك الجماعات الإرهابية بحالة الصراع الجنونى رسالة الرابعة، وخاصة أن هذا الصراع ازداد لدى تلك العناصر الضالة، بعد أن عادت الدولة المصرية بقوة بأكثر مما كانت عليه في السابق، وبعد ما زادت من مقوماتها الاقتصادية وقدراتها السياسية، وزادت أيضا خلال الفترة الماضية من قدرة قواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية، فأصبحوا لا يستطيعون التوازن فى أفعالهم، ولا مناص لهم ولا طريق إلا الاستسلام أو الموت.
ولهذا، نقول لتلك الفئة الضالة "أعداء الوطن"، إن مهما تحاولون وتفعلون، فإن سقوط بعض من شهداء الشرطة والجنود من أبناء الأمن المصرى، سيبقى محل فخر وعزة وكرامة وطنية لكل مواطن مصرى، أما أنتم فى إلى الجحيم وبئس المصير، وسيقى هذا الوطن خالدا بأبنائه وقواته الأمنية.
وأخيرا.. إن الإرهاب البغيض وداعموه لا يرغبون ولا يريدون الخير لمصر، ويحاولون إيقافنا بشتى الطرق، لذا فإن ترابطنا وتماسكنا السبيل الوحيد للنجاة، وخاصة أن مثل هذه الأعمال الإرهابية تتنافى مع تعاليم الإسلام، بل وترفضها كافة الأديان السماوية، وتأباها التقاليد والأعراف الإنسانية، فـ"رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا"..