شاهدت مؤخرا النسخة السينمائية الأخيرة من "نداء البرية" وتساءلت عن العلاقة بين هذا الفيلم المأخوذ عن رواية شهيرة لجاك لندن وعن البحث عن الذات.
فى بداية الفيلم إشارة إلى أن الناس تزاحموا على الذهاب إلى منطقة كلونديك بعدما انتشر خبر يفيد بأنه تم العثور على الذهب فى هذا المنطقة من العالم المتشكلة من الجليد، وتقاطر الناس جميعا بحثا عن هذا الذهب فى لقطة تكشف عن التكالب الغريب غير المدروس الذى يقوم به المغامرون.
وسط كل ذلك تبدأ رحلة الكلب باك التى تبدأ من كونه الكلب المدلل للقاضى إلى خطفه إلى تحوله إلى كلب زلاجة إلى قائد كلاب الزلاجة إلى قيامه برحلة إلى البرارى إلى اكتشاف ذاته هناك، وكان هذه الرحلة الشاقة كانت ضرورية ليصل فى النهاية إلى ذاته.
صدرت الرواية فى عام 1903، وهى من أبرز روائع المؤلف الأمريكى الشهير جاك لندن، بل وتعد عمله الفنى الأكثر تميزًا، وتروى قصة كلب اسمه "باك" يتم اختطافه من حياة الدعة والراحة التى كان يحياها كحيوان مدلل فى منزل القاضى ميلر فى وادى سانتا كلارا الذى تغمره الشمس، ويُلقى به إلى فوضى منطقة كلونديك التى استقبلت أناسًا من كل حدب وصوب بعد اكتشاف معدن الذهب هناك.
يواجه "باك" قسوة الحياة ومشاقها على الثلوج وهو يجر الزلاجات، ورغم ذلك، يكتشف "باك" فى داخله قوة لم يكن يعرفها، وغرائز ورثها عن أسلافه من كلاب البرِّية، والتى كانت تكشف عن نفسها كلما تعرض للخطر، وفى النهاية، يلبى "باك" نداء البرِّية، ويعيش فى أحضانها بعد رحيل سيده جون ثورنتون، السيد الوحيد الذى أحبه، فتنقطع صلته بعالم البشر، ويعود إلى عالمه الأصلى فى البرِّية.