ظاهرة تجلت منذ نحو 3 أيام في العديد من ماكينات الصراف الآلى بأغلب البنوك المصرية، فتجدها فارغة من الأموال، وهذا يعود لأمرين لا ثالث لهما، الأول كثافة عمليات السحب من جانب العملاء، خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك، وارتفاع نفقات الأسر المصرية، السبب الثانى عدم توفير التغذية المستمرة بالأموال لهذه الماكينات بصورة منتظمة كما كان يحدث من قبل، لذلك أغلب الماكينات لا يوجد بها أموال، وهذه تجربة قمت بها بنفسى وتأكدت من الظاهرة فى أكثر من مكان في توقيتات مختلفة.
تعامل المواطنين مع ماكينات الصراف الآلى بديلا عن البنوك فى عمليات السحب والإيداع أمر محمود، ويحد من الزحام والتكدس داخل البنوك، إلا أن عدم وجود أموال فى هذه الماكينات سوف يخلق زحاما مضاعفا خلال الأيام المقبلة، ويفسد كل الإجراءات التى تم اتخاذها لمواجهة فيروس كورونا المستجد، من جانب أجهزة الدولة المختلفة، مع العلم بأن حدة الزحام ستزيد بصورة كبيرة اليوم وغدا نتيجة صرف المرتبات الحكومية والعديد من الجهات في القطاع الخاص.
مشكلة الصرافات الآلية تزداد سوءا فى القرى والريف، خاصة مع نقص أعدادها بشكل واضح، إلى جانب صرف عدد كبير من الموظفين مرتباتهم خلالها، خاصة المعلمين، الأمر الذى يجعل الموظف قد يتحمل عناء الانتظار لساعات طويلة وفى نهاية الأمر لا يتمكن من الصرف، والحقيقة أن المصريين لديهم عادات لا يمكن قياسها على العقل والمنطق، منها أنك لو حاولت إقناع أحدهم أن ماكينة الصراف الآلى ليس بها أموال أو بها عطل فنى لن يقتنع، وسيصر على استكمال التجربة بنفسه من باب حب الاستطلاع والاستكشاف، اعتقادا منه أن الماكينة ربما تخرج أمولا له وحده دون بقية المنتظرين.
أتمنى أن تضع البنوك المصرية حلا لمواجهة الضغط على ماكينات الصراف الآلى خلال الفترة المقبلة من خلال التوسع فى زيادة أعداد تلك الماكينات بصورة مستمرة، بالإضافة إلى تغذيتها بالأموال بشكل دائم، إلى جانب تحفيز المواطنين على استخدام بطاقات الائتمان وتقديم عروض وخصومات عليها بحيث ننقل ثقافة تعامل المواطن مع النقد "الكاش" والاعتماد على المدفوعات الإلكترونية فى مختلف التعاملات، على أن تكون هذه الحوافز مشجعة لإحداث النقلة المطلوبة، التى يمكن من خلالها تقليص حجم الكاش المتداول، وبالتالى تخفيف حدة الزحام والضغط على البنوك ومنافذ الصرف.