حالة من الارتياح النفسي غمرت المصريين، بعد القبض على "الطالبة حنين" ثم "سما المصري"، في إطار الحفاظ على الذوق العام، وعدم خدش الحياء، لا سيما أننا نعيش في مجتمعات متدينة.
وللآسف، في السنوات الأخيرة، وجد البعض من السوشيال ميديا بيئة خصبة لحصد مزيد من الـ"لايكات" و"الشير" عن طريق الظهور في فيديوهات تتعارض مع قيمنا وأخلاقنا، ورغم أن كثيرين قابلوا هذه الفيديوهات الصارخة بالرفض لخدشها الحياء، وهدم الذوق العام، وتسللها لأطفالنا الصغار فتفسد أخلاقهم، وهم أجيال الغد وأمل المستقبل، إلا أن أصحاب هذه الفيديوهات لم يتراجعوا عن ممارستهم ، فسخروا صحفاتهم ومنصاتهم الاجتماعية لضخ مزيد من الفيديوهات.
ظن هؤلاء الأشخاص أنهم في مأمن، وبُعد عن الملاحقات القانونية، خاصة أنهم يرتكبون جرائمهم في فضاء افتراضي، لكن هيهات لهم، فقد امتدت لهم يد القانون، للحفاظ على الذوق العام، وحماية النشء الصغير من الانحراف، وسط فرحة عارمة من الأسر المصرية، بسقوط هؤلاء الأشخاص، الذين نشروا الرذيلة بين الناس، من خلال فيديوهات وصور صادمة.
ما بذلته النيابة العامة بإشراف المستشار الجليل حمادة الصاوي نائب عام مصر، في قضية "الطالبة حنين" كان محل تقدير الجميع، لا سيما الأسر المصرية، التي تابعت بشغف التحقيقات مع الفتاة، والبيانات الحاسمة من النيابة العامة، التي تصدت لظواهر يقف ورائها قوى شر تسعى لإفساد مجتمعنا وقيمه ومبادئه، وسرقة براءته وطهارته، فتتسلل إليه مستغلة ظروفه وضائقته؛ لتدفع شبابه وبالغيه إلى الهلاك بجرائم تكتمل أركانها في فلك عالم إلكتروني افتراضي جديد، فهكذا يُسْتَغَل الناس عامة والشباب خاصة، فهل يروَّج للفسق إلا في دعوات للترفيه والتسلية، وهل يوقَع بالفتيات في فخاخ ممارسة الدعارة إلا باستغلال ضعفهن وضائقاتهن الاجتماعية.
النيابة العامة وهي تحمي منازلنا وأطفالنا وشبابنا من جرائم العالم الافتراضي، تصدت بحسم لمثل هذه الجرائم ومرتكبيها الهادفين للتغرير بشباب هذه الأمة، وتبديل مبادئها وقيمها الراسخة؛ ذلك باتخاذ كافة الإجراءات القانونية المقررة لملاحقتهم وتتبعهم وتقديمهم إلى محاكمات جنائية ناجزة، حيث أهابت بالجميع حكومة ومؤسسات ومجتمع آباء وأبناء، الحذر والتصدي لمستحدثات أمور في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، شرور غايتها تبديد القيم وتزيين الفواحش وجعل السيئات من الـمُسَلَّمات.
حافظوا على قيم هذا البلد العريق ومبادئه، وكافحوا الفساد بشتى صوره وأشكاله، واصبروا وصابروا، واعلموا أنه إذا حُمِل الحق على الناس جُملة دفعوه جملة، ويكون من ذلك فتنة، فالصرح العظيم يبنى لبنة لبنة، وما الإصلاح إلا تَدَرُّج وتَؤدَة، وإنه لخير أن يأتي علينا كل يوم من أيام الدنيا فنُمِيت فيه بدعة، ونحيي فيه سُنة حسنة.