كل يوم يثبت الضالون، أنهم لا يراعون شهراً حراماً ولا مسجداً حراماً، فلا يهمم قتل نفس بما حرم الله قتلها، ولا علاقة لهم بمرور البلاد بأزمة عالمية، يتذوق العالم أجمع ويلات مرارها ويتكاتف الجميع من أجل حماية الأرواح من هذا الفيروس القاتل، لكن دائما مصرون على رفع شعار ترهيب الناس، وبث الخوف وإثارة الفوضى، متناسين أن المسلمين بحق هم من يتعاملون مع شهر رمضان المعظم كأنه من الأشهر الحرم يركنون فيه إلى سلم نفسى واجتماعي يبتعدون عن كثير من السيئات والموبقات والذنوب، ويترفعون عن مواضع الرذيلة والمحرمات بكل أنواعها قدسية واحترامًا لهذا الشهر الفضيل.
فها هي واقعة بئر العبد، تبعث رسائل عدة، لكل وطنى محب وعاشق لوطنه، أن تلك التنظيمات، أعداء للوطن والإنسانية وأعداء أيضا للشهر الفضيل، الشهر الذى علمنا نبينا الكريم، أنه شهر الرحمة والغفران وشهر المودة والسلام والأمان وغيرها من معاني الأمن والطمأنينة، وأن تلك الفئة الضالة لا تعرف من تلك المعاني شيئًا ولم تستشعر مفهومها أو حقيقتها، فقط يسيطر عليهم التطرف ويحاط بهم الفكر الضال فلا يميزون بين الحق والباطل ولا فرق عندهم بين رمضان وغيره من الأشهر، وبدلا أن يفتحوا أولئك الناقمين صفحة جديدة بدل صفحاتهم السوداء وأن يتذكرون أن شهر الصيام تكبل فيه الشياطين، والأحرى أن تنسلخ تتلك الجماعات من جلد الإرهاب أقلها في رمضان إكراما له وخوفا من الله.
ومن أهم الرسائل، أن نعلم أن تلك التنظيمات العدائية ترى شهر رمضان شهر الجهاد، وترى أن القيام بأعمال تفجيرية وتخريبية عدائية ضد الدولة عمل ينالون عليه ثوابا مضاعفا، فأحفاد الشيطان لا عهد لهم ولا دين، ولا يبالون بأن يكون ضحاياهم أطفالا وشيوخا، ولا تنحصر عملياتهم الخسيسة بزمان أو مكان، ولا يحترمون قدسية بيوت الله ولا شهوره المعظمة، همهم فقط خطف الأنفس الصائمة دون مراعاة لطاعتها حتى يفاجأ الصائمون بمن يعجل لهم إفطارهم في الدنيا بأحزمة التفجير الناسفة والمحرقة بدل أن يقدم لهم شربة ماء هنية وحبات التمر.
وأخيرا علينا جميعا، أن لا ننسى أن هذا الإرهاب لا يعرف دينًا ولا ملة ولا شهرًا كريمًا، يمضي في ضلاله وجهله وتطرفه، ويعمل على تنفيذ أجندته الباطلة بأي ثمن وفي أي وقت وبأي شكل من الأشكال، لكننا في نفس الوقت، علينا أيضا أن نعلم أن يد الحق والعدل والخطوات الاستباقية تقف لهم بالمرصاد فتفضح مخططاتهم وتكشف أهدافهم فتقضي عليهم في أوكارهم لتحمي الناس من شرورهم وتحافظ على أمن وسلامة الوطن، وأن العالم كله يعلم جيدا بسالة المصريين وهم يقفون فى وجه القوى الظلامية الإرهابية التى تدبر بليل لإسقاط أقدم دولة فى التاريخ وتعمل ليل نهار على تقسيم شعبها الواحد الذى لا يقبل القسمة ومسخ هويتها ورسالتها الحضارية الخالدة للعالم بأكمله..