حينما يتعرض الشخص لبعض أعراض فيروس كورونا، فإن بعض الإجراءات التي تتم من قبل الأطباء، هو أخذ مسحة طبية، أو ما تسمى مسحة كورونا، وفيها يأخذ عينة من المشتبه باصابته وتحليلها، لمعرفة مدى خطورة الوضع، حتى صارت مسحة كورونا مصطلحا دارجا، ويطمئن شخصا ويقلق آخرون، وصارت مسحة كورونا هي عنوان للوجه المبتسم إذا جاءت سلبية، وهى مسحة قد تغير من مجرى حياته.
خارج ذلك الاطار الصغير فيما يعرف مسحة كورونا، هناك قضايا أكبر يمكن اطلاق عليها مجازا مصطلح "مسحة الإنسانية"، وهى عينات مما حدث في العالم، تثبت أن هناك قدر من الإنسانية لدى دول وقطاعات بعينها، بينما تختفى تلك المسحات لدى دول أخرى وقوى عظمى، فعلى سبيل المثال ما فعلته مصر من تقديم المساعدات الطبية، وفق إمكانيات الدولة، لكلا من إيطاليا والصين وبريطانيا والولايات المتحدة، تعزز ما نقوله في أن الإنسانية هي تصرفات واقعية تحدث على الأرض، بينما هناك دول عظمى قامت بالسطو على معدات للتعقيم والتطهير وكمامات خاصة بدول أخرى، وشتان الفارق بين هذا وذاك، بيد أن المفارقة الواضحة تؤكد أن الإنسانية ليست منظمات حقوقية ومؤسسات دولية هدفها النيل من سيادة الدول الأخرى، لكن الإنسانية الحقيقية هي استخدام المتاح وفق الإمكانيات لمساعدة المتضررين في أي دولة كانت.
تلك التصرفات تنبع بشكل واضح من إيمان بالإنسانية نفسها، باعتبار أن فيروس كورونا هو عدو مفاجئ للإنسانية نفسها، وذلك العدو المفاجئ استطاع أن يفرق بين كل المؤسسات المنادية بحقوق الإنسان وأثبتت التجربة أنها مجرد كيانات مفرغة، وبين من ينادى بالإنسانية ويدعوا لها في كافة التصرفات والأفعال.