سوريات هربن من «الدواعش» فسقطن فى شبكات «الرقيق الأبيض»
اللعنة على الربيع العربى، اللعنة على الإخوان، اللعنة على داعش، اللعنة على جبهة النصرة، اللعنة على شباب الفيس بوك، اللعنة على قناة الجزيرة، اللعنة على كل حاكم أسهم فى المأساة السورية أو العراقية أو الليبية أو اليمنية، كل هذه اللعنات التى دعوت بها جاءت عقب قراءتى للتقرير الذى نشرته صحيفة «الجارديان»، وترجمته الزميلة رباب الجالى الذى حمل عنوان «تعرضن للضرب والتعذيب والصعق بالكهرباء.. الجارديان تكشف تفاصيل القبض على أكبر شبكة اتجار بالبشر فى لبنان.. احتجزت 75 سورية بمبنى مهجور بلا نوافذ.. قوادون أجبروهن على ممارسة الجنس لأكثر من 10 مرات يوميا.. ومنعهن من الخروج إلا للخضوع للإجهاض».
هذا التقرير يعكس حجم المأساة التى تعيشها بنات العرب بسبب انهيار دولهم وانهيار الأمن والأمان بعد تم خداعهن بوهم وكابوس الربيع العبرى الذى أصبح أحد أهم عوامل هدم الأمم، هذا التقرير عكس كيف تحولت نساء سوريا والعراق إلى أعضاء فى شبكات دعارة أو رقيق أبيض، كما يحب أن يطلق عليها، فمع انهيار سوريا لم تجد فتيات العرب فى حلب ودمشق وفى كل أحياء سوريا الأمن والأمان، فهربن خارج البلاد التى قيل إنها تعيش مرحلة ثورية منذ أكثر من خمس سنوات، مرحلة ضاع فيها كل شىء حتى الوطن انتهى، لم يعد له وجود، فقد تم تقسيمه ما بين داعش والنصرة والإخوان والأكراد والأتراك، سوريا لم تعد البلد الواحد ولم تسقط هذه العصابات نظامها، ولكنها أسقطت الإنسان داخل كل سورى، والنتيجة هو مزيد من التفكك بكل أنواعه النفسى والجسدى والوطنى والقومى، والدليل ما حدث لفتيات سوريا والعراق فى لبنان، يقول التقرير، إن هذه القضية تشغل الرأى العام اللبنانى حاليًا متعلقة بإغلاق مبنى احتجز فيه 75 سورية، تم استغلالهن فى تجارة الرقيق الأبيض، وإجبارهن على ممارسة الدعارة، لتكون بذلك أكبر شبكة للاتجار بالبشر يتم الكشف عنها فى لبنان.
وأضافت الصحيفة التى وصفت المبنى بأنه «نصب تذكارى للقسوة الإنسانية» أن السوريات اللاتى تم احتجازهن فى هذا المنزل المهجور بعد أن هربن من جحيم الحرب فى بلدهن، تم بيعهن مقابل أقل من 2000 دولار أمريكى، وأجبرن على ممارسة الجنس لأكثر من 10 مرات فى اليوم الواحد، وتعرضن للضرب والتعذيب والصعق بالكهرباء والجلد أحيانا إذا لم يحصلن على إكرامية كافية، ووصفت الصحيفة البريطانية كيف تعامل القوادون من نوافذ المبنى ذى الثلاثة طوابق باللون الأسود، حيث وضعوا قضبانا وأقفاصا حديدية مكان الشرفات، ليحرمونهن حتى من نور الشمس، وكيف مُنعت النسوة من الخروج من المنزل إلا للحصول على عمليات الإجهاض، وخضعت 200 امرأة بالفعل لهذه العملية، أو للعلاج من الأمراض التناسلية التى يصبن بها لإجبارهن على ممارسة الجنس دون حماية، أو للعلاج من الأمراض الجلدية التى يعانين منها لعدم تعرضهن للشمس، وقال مسؤولون فى الشرطة والقضاء اللبنانى، إن الفتيات هُربن من سوريا والعراق، وقام أعضاء فى الشبكة بخداعهن بأنهم يقدمون لهن عملا شرعيا كنادلات فى مطاعم أو ما شابه قبل أن يسجن فى المبنى. وأضاف التحقيق أن إحدى النساء بيعت من قبل زوجها إلى الشبكة بمبلغ 4500 دولار، وأخريات اشتراهن عملاء الشبكة بمبالغ تتراوح ما بين ألف إلى 1500 دولار، وكان عملاء الشبكة يرسلون صورهن عبر الواتس آب ليحصلوا على مبلغ 2500 دولار مقابل كل امرأة إذا تمت الصفقة.
يا نهار أسود إلى هذا الحد يفعل فى فتيات العرب؟! فهل نريدها الآن ربيعا عربيا، أم علينا أن نؤمن أنها كانت مؤامرة على استقرار المنطقة لصالح إسرائيل فهى الكيان الوحيد المستفيد مما يحدث، فباسم الربيع العربى انهارت نصف الدول العربية، ولم يتبق منها إلا الدول الملكية، ولولا جيشنا العظيم فى مصر لانهارت مصر، ولكن مصير فتياتنا ونسائنا هو نفس مصير بنات سوريا والعراق.. وللحديث بقية.