لم يستسلم للمرض، واختار وهو على سريره أن يقاوم، وأن يواصل عمله بطريقته الخاصة فقام بتسجيل كلمة من مستشفى العزل وجه فيها رسالة لزملائه قال فيها، لا مجال للخوف أو القلق من الفيروس، يجب أن نقوم بمهمتنا على أكمل وجه إنه الدكتور أحمد دراز نائب رئيس الإدارة الصحية بمنيا القمح بالشرقية وأحدث شهداء الجيش الأبيض فى الجهاد ضد كورونا والذى ذهب للقاء ربه عقب إصابته بالفيروس.
الدكتور دراز وفقا لنقابة الأطباء يعد الشهيد التاسع فى صفوف الأطباء بمعركة مواجهة فيروس كورونا، لا يبخل الأطباء عن وطنهم وعن شعبهم فى هذه اللحظات الدقيقة بأرواحهم التى يقومون بتقديمها عن طيب خاطر وبرضا كامل دفاعا عن المرضى من أبناء شعبهم فى مشهد تاريخى لا يمكن أن يمحى أبدا من الذاكرة .
الدكتور دراز سبقه أيضا إلى لقاء ربه الدكتور هشام الساكت وكيل كلية طب قصر العينى والذى توفى فى أحد مستشفيات العزل فى منتصف شهر أبريل الماضى عقب صراع مع المرض جراء إصابته بفيروس كورونا .
أما الدكتور أحمد اللواح فكان أول طبيب يستشهد عقب إصابته بفيروس كورونا حيث التقط أستاذ التحاليل الطبية بجامعة الأزهر، العدوى بفيروس كورونا، بعد مخالطته لإحدى الحالات المصابة.
وفى الوقت نفسه، فإن هناك عددا ليس بالهين من عناصر الجيش الأبيض اليوم فى مستشفيات العزل يتلقون العلاج من المرض فى هدنة إجبارية لالتقاط الأنفاس قبل أن يعودوا للانضمام إلى الصوف الأولى فى المعركة من جديد.
ستظل مصر الوفية التى لا تنسى أبدا المخلصين والأوفياء من أبنائها، متذكرة بفخر شديد أولئك الذين جادوا بأرواحهم دفاعا عن ترابها الطاهر من هجمات هذا الفيروس، الذى يسعى جاهدا لنشر المرض فى كل مكان.
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الإصابات بالفيروس فى صفوف الطواقم الطبية تمثل 13% تقريبا من إجمالى حصيلة الإصابة بالفيروس فى مصر، وهو ما يكشف عن حجم المهمة الثقيلة الملقاة على عاتق الجيش الأبيض، ويتطلب فى الوقت نفسه مزيدا من الإجراءات الوقائية لحماية أفراده فى معركة يبدو أنها ستكون مفتوحة زمانيا ومكانيا مع الفيروس فى ظل عدم وجود أفق محدد لرحيله إلى غير رجعة .
فى جميع دول العالم يدفع الأطباء الثمن من حياتهم فى مواجهة هذا الفيروس المتوحش حيث خسرت إيطاليا 100 من أطبائها عقب إصابتهم بالفيروس القاتل، كما شهد مستشفى ووهان فى الصين وفاة 4 أطباء جراء إصابتهم بالفيروس.
الثمن الغالى الذى يدفعه الأطباء يتطلب منا جميعا أن نسعى جاهدين للالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية حتى نقى أنفسنا شر هذا الداء، ونحاول ولو بجهد المقل أن نخفف عن المقاتلين بالثوب الأبيض بعض ما يلاقونه على مدار الساعة فى سبيل إنقاذ الأرواح.
كما أن وزارة الصحة مدعوة لمضاعفة إجراءات حماية جنود وأبطال الجيش الأبيض حتى يتمكنوا من حسم هذه المعركة الاستثنائية الفارقة مع الفيروس، عسى أن يكون الفرج قريبا.
المؤكد أن النصر فى هذه المعركة ليس مستحيلا فى ظل روح قتالية يخوض بها الجيش الأبيض التحدى، والتزام نراه حتميا من المواطنين بإجراءات السلامة والحماية.