تداولت مواقع الاخبار ومواقع التواصل الاجتماعي في الاسابيع الماضية عدة مواضيع، أهمها عودة العالقين خارج الأراضي المصرية إلى أرض الوطن، في استجابة سريعة ومنظمة من الدولة المصرية لاستغاثات الكثير من العالقين للعودة إلى أرض مصر.
لم أكن أنوى التحدث في هذا الموضوع، لأنى كنت اعتقد أن الشكر والعرفان بديهي في تلك المرحلة الحساسة، وفي الحقيقة اود أن اقتنص الفرصة لتحية الإدارة السياسية المصرية عن الاستجابة لمطالب المصريين في الخارج، لكن في الوقت الذي اتخذت الدولة جميع الإجراءات لعودة العالقين، نجد البعض، واقول البعض لأنهم ليسوا بأغلبية، ينظمون حملة ممنهجة للهجوم علي الدولة بسبب أماكن العزل، وكأنهم تناسوا حالة الاضطراب والتخبط والحنين إلي أرض الوطن، ومحاولاتهم المستميتة للتواصل مع السفارات المصرية والتأكد من وجود اسماءهم علي قوائم العائدين، والاستعداد الكامل لدفع أي قيمة مالية لتذكرة العودة، حتي يتثنى لهم الوصول والهروب ما جائحه تفشي عدوي فيروس كورونا في بلاد الغرب وغيرها من بلاد المهجر.
من خلال تواصلي مع بعض أعضاء الجالية المصرية، وجدت العديد من المصريين غير العالقين "يحملون الجنسية أو إقامة دائمة في الدولة المتواجدين بها"، يتمنون تلك الفرصة في العودة إلي مصر، حيث الامان لكن الفرصة لم تأتي بعد.
لذلك أجد تصرف البعض في الاعتراض علي أماكن الحجر غير منطقيه، وغير محمودة وغير مناسبة، لا في المضمون او التوقيت، كما أنها تدل علي غير العرفان بالجميل في ذات الوقت التي طرحت الدولة خيارات أخرى، حال قدرة العائد على دفع مصاريف الإقامة في فنادق الـ٥ نجوم وغيرها من المنتجعات، أما في حالة عدم القدرة فقد وفرت الدولة المدن الجامعية التي يقطنها الطلاب خلال الاعوام الدراسية بلا مقابل يذكر، وهو ما تسطيع الدولة تحمله وبالفعل هذا الحل يكلف الدولة أموال كثيرة في التجهيزات والمواصلات والتنقلات، ومرتبات العاملين وغيرها.
اعتقد أن أقل ما يجب فعله من العائدين هو اولا التقدم بالشكر والعرفان للدولة المصرية، لاستجابتها السريعة لمطالبهم بالعودة، وثانيا التفكير في رد الجميل لإخوانهم المصريين سواء بالتبرع بمبالغ مالية او المجهود الذاتي او بالخبرة لتحسين مستوي أماكن الحجر الصحي، كنوع من الشكر العملي والتفكير الايجابي وتشجيع القائمين علي إعادة العالقين للاستثمار في اعطاء الفرص للمصريين العالقين للعودة إلي ارضهم، فمصر هي من أوائل الدول التي استجابت لعودة أبناءها من الخارج، وتحملت المخاطر الصحية والمادية واللوجستية للتأكد من عوده العالقين في الوقت التي لم تهتم الكثير من الدول بالأمر نفسه.
كما اود أن الفت نظر القائمين علي عودة المصريين من الخارج، أنها فرصة غير مسبوقة لعودة الكثيرين إلى أرض الوطن، والعمل والاستثمار فيها، فلابد من التفكير في وسيلة لتسهيل رجوع العديد من المصريين الذين يودون الرجوع لمصر بشكل نهائي، نظرا للأخطار التي تعرضوا لها صحيا واقتصاديا في الخارج خلال الشهور القليلة الماضية، والتي جعلت البعض يعيد حساباته ويفكر في الاستثمار بمصر، نظرا للاستقرار النسبي امام جائحه عدوي فيروس كورونا وتداعياتها علي اقتصاد وديناميكية أكبر الدول العظمي.