وسط انشغال عدد كبير من المواطنين بأخبار فيروس كورونا ومتابعة المستجدات في العلاج والأمصال، وانشغال آخرين بمشاهدة الأعمال الدرامية الرمضانية، نشرت المواقع الخبرية خبراً عن مقتل عنصر إجرامي خطر في الصعيد من عتادة الإجرام واحد أهم تجار السلاح بالجنوب.
وربما لم يدقق البعض النظر في تفاصيل الخبر ومدى أهميته، حيث تعد هذه الضربة الأمنية، واحدة من أهم النجاحات الأمنية في ملف الأمن الجنائي خلال الفترة الماضية، لا سيما أن المجرم المقتول في تبادل إطلاق الرصاص مع الشرطة بمسقط رأسه في منطقة البدراي بأسيوط، مطلوب لحبل المشنقة، ويدير ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بمنزله على طريقة "رفاعي الدسوقي" في مسلسل "الأسطورة".
ليس هذا فحسب، وإنما حرص المتهم على تكوين امبراطورية على غرار بلدياته "عزت حنفي" صاحب مواقعة "جزيرة النخيلة" التي أنهت الشرطة اسطورته خلال السنوات الماضية، وأثبتت أن "من النهاردة فيه حكومة".
الأمن أطاح بأكثر من 20 منزل يملكهم المتهم وجيرانه وبلدياته، أقيمت بالمخالفة للقانون على أملاك الدولة والزراعات، وذلك تأكيداً على سيادة القانون، وضبطت عدداً من مساعدي المجرم، الذين دأبوا على تهريب السلاح وبيعه للبلطجية والخارجين عن القانون.
هذه الضربة الأمنية، تساهم بشكل كبير في وأد المشاجرات والثأر وأعمال البلطجة والسطو المسلح، وتعيد الهدوء للبلاد، وتؤكد على يقظة الأمن والاحترافية في التعامل مع الخارجين عن القانون والقضاء عليهم.
هذه الملحمة التي سطرها رجال الشرطة، بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، ومن خلال تواجد ميداني للواء علاء الدين سليم رئيس الأمن العام، واحدة من ضمن ملاحم عديدة تسطرها الشرطة في التصدي للبلطجية.
ما أقوله لك هنا ليس كلاماً إنشائياً، وإنما حقائق تدعمها الأرقام والإحصائيات، حيث نجحت الداخلية خلال شهر في ضبط 3939 قطعة سلاح ناري غير مرخصة بحوزة 3381 متهم، من بينها "2 جرينوف– 389 بندقية آلية – 702 بندقية "مششخنة وغير مششخنة"– 233 مسدس – 2605 فرد محلى- 15630 طلقة مختلفة الأعيرة"، فضلاً عن ضبط 4 ورش لتصنيع الأسلحة النارية "بدون ترخيص"، وضبط 5410 قطعة "سلاح أبيض، وضبط 69 تشكيل عصابي، ضموا 200 متهم، ارتكبوا 312 حادث.
الملاحقات الأمنية لم تتوقف على استهداف تجار السلاح، وإنما تخطت ذلك وصولاً لاستهداف العناصر الإجرامية شديدة الخطورة والبلطجية، حيث تم ضبط وفحص 10714 عنصر إجرامى شديد الخطورة، وضبط 660 متهم من العناصر الإجرامية المشهور عنهم إرتكاب أعمال البلطجة، و13 مطلوب في حكم بالإعدام و303 مطلوب في حكم بالسجن المؤبد.
ونحن نتابع أخبار كورونا، يجب ألا نغفل جهوداً كبيرة تُبذل على أرض الواقع، وعيون ساهرة تحفظ أمننا، وتحمي مجتمعنا من أهل الشر.