يبدو أن أزمة كورونا «مطولة» وذلك حسب دراسات وتحليلات ورؤى بعض الدول، الأمر الذى يتطلب منا كشعب التعايش مع هذا الوباء باتباع الإجراءات الاحترازية التى نادت بها الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى.
يقول الله تعالى «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».. صدق الله العظيم.. آيات تدل على صدق التوكل على الله، وأنه لن يكون إلا ما قد سجلته ملائكة الرحمن سبحانه وتعالى لك أو عليك.. فقد رُفعت الأقلام وجفت الصحف.. هل معنى ذلك ألا نأخذ بالأسباب وأن ننجرف حيث أراد التيار وتقاذفتنا مصائب الدنيا، الإجابة "لا".. بل بالسعى والتدبير، فنحن أعلم وأدرى بشؤون دنيانا كما بلغ النبى الكريم صلى الله عليه وسلم.
حظر جزئى أم حظر شامل أم عودة الحياة الطبيعية مع استمرار تنفيذ الإجراءات الاحترزاية، أى الحلول أصح وأيها أنفع وأجدى.
قبل كل شىء لابد أن نعترف بعشوائية البعض التى قد تدمر وتقضى على الكل، فهذا لا يلتزم بالتعليمات وذاك يضرب بالنصائح عرض الحائط، وتلك لا تغسل يديها، أمور فى غاية البساطة طغى عليها عدم الوعى والاستهتار والسير على طريقة "زى ما ترسى دقلها"، أين المسؤولية المجتمعية من تلك التصرفات، لابد من الاهتمام بما ناشدت به الحكومة المواطنين، حتى تعود الحياة مبدئيا إلى أن يرزقنا الله بلقاح او علاج لهذا الفيروس اللعين.
منذ ظهور أول حالة كورونا فى مصر يوم الجمعة 14 فبراير 2020، طالب البعض بتطبيق الحظر "جزئى أو شامل"، وقررت الحكومة الحظر فى شهر مارس، وتم إغلاق المؤسسات والمنشآت وتعطيل الدراسة، الخ، فى الوقت نفسه رأى البعض أن الأمر مبالغ فيه، ورأى بعض آخر أن فيروس كورونا خدعة.
الإصابات فى مصر تقترب من حاجز الـ10 آلاف و400 مصاب، بالإضافة إلى وفاة ما يربو من 560 شخصا، وثمة سؤال يلوح فى الأفق: هل نحتاج فى هذا التوقيت مع تزايد أعداد المصابين إلى حظر شامل وإجراءات أشد قسوة والتى تحدثت عنها الحكومة فى وقت من الأوقات، أم نحتاج إلى عودة الحياة لطبيعتها؟ أعتقد أننا فى حاجة إلى وعى مجتمعى شامل.
مشكلة كبيرة، فما هو أصح وأنفع وأصلح، فالمأزق حقا مرعب وخطير ومحير، فهل تقرر الحكومة الحظر والإغلاق خوفًا من الإصابات، أم تقرر عودة الحياة وحركة الإنتاج خوفًا من الأزمات الاقتصادية؟
الحظر الجزئى لم يمنع تضاعف عدد الإصابات والوفيات طيلة الشهرين الماضيين، وإن حافظنا على نسبة إصابات ووفيات قليلة لم تحدث فى بلد غيرنا، لكننا نرغب فى قلتها لا زيادتها، بل نرغب فى وئدها أصلا.
الحظر الشامل لم تقرره الحكومة بعد، فالمسألة مسألة حياة أو موت، والقرار صعب بل هو بمثابة المغامرة، لكنى أرى أن الحل يكمن فى استغلال فترة إجازة العيد وعمل حظر شامل لإجبار المواطنين على البقاء بمنازلهم، بالإضافة إلى العمل على زيادة وعى المواطنين بالاهتمام بالإجراءات الوقائبة، لعل وعسى أن يقل عدد الإصابات وتنجو مصر من هذا الوباء اللعين.
حفظ الله مصر والمصريين.