72 عاما زمن ليس قليلا وليس كثيرا أيضا، هى بالتحديد عمر رجل يعيش على ذكرياته يجتر ما مضى وقد ضيف بعض الأشياء لكنها ليست بالأشياء المهمة أيضا، وهى أيضا عمر نكبة العرب بضياع فلسطين، التى احتلتها عصابات الصهاينة فى عام 1948، ونحن فى كل عام نتذكر القصة فنبكى ونندب ثم يذهب كل منا إلى حال سبيله.
ما الذى نفعله حقا لصالح فلسطين؟ لا شيء، صرنا نفكر بطريقة الشيعة فى ذكرى استشهاد سيدنا الحسين، يظلون يندبون ويجلدون أنفسهم فعليا ثم ينفضون، ومع الوقت تحول الأمر إلى احتفال، يفرغون به طاقة الغضب من ظروفهم الحالية، وفى الوقت نفسه يقدمون عن أنفسهم صورة "الباقين على العهد".
ونحن أيضا نقول لإخواننا الفلسطينيين إننا باقون على العهد، لكن لا جديد لدينا لنقوله أو لنفعله، ونقول لإسرائيل أنت دولة احتلال لكن لا خطة نملكها ولا إرادة لنوقفك عند حدك، نقول لغة فى لغة والسلام.
مع الـ 72 عاما سقطنا فى براثن البلاغة، وللعلم فإن البلاغة ما لم ينتج عنها فعل صارت "طنطنة" لفظية، وحلاوة صوتية وتخيلية، لكن لا شيء حقيقي يمكن الركون إليه.
وإسرائيل تعرف ذلك جيدا، تعرف أننا لن نتجاوز مقاعدنا ونحن نصرخ، وآن آخرنا أن نحرق علمهم ونحن نرقص مثل "البدائيين" ثم نطلق على سوبر ماركت جديد اسم "القدس" نعوض به ما ألم بنا من حزن، لقد حولنا الحرب الحقيقية إلى حرب رموز، مع أن الأمر ليس كذلك بالمرة، إنها حرب حقيقة وواقع معيش، حرب تؤكد أن إسرائيل هى العدو الأول لجميع العرب، ولا شيء غير ذلك.