على طريقة الراحل المفكر العظيم الدكتور مصطفى محمود بكتابه «حوار مع صديقى الملحد» قررت أن أكتب لكم اليوم جزءا بسيطا من حوارى مع صديق قديم ولكنه ثورى.. ثورى جدا فإلى هناك:
أنا: سؤال صعب.. وماذا بعد؟
هو: بعد إيه؟
أنا: بعد مثلا ما يمشى السيسى؟
هو: هنعمل انتخابات حرة ونزيهة طبعا!!
أنا فى تهكم: الله!! أمال الانتخابات اللى فاتت دى كانت إيه يااااض؟!
هو متلجلجا: ماكانتش بتعبر عن حلمنا الثورى العفيف!!!
أنا: ازاى يا جدع «عادل إمام استايل!؟» ده كان حتى فيها عّم حمدين بتاع الأحلام الثورية العفيفة وبتاع كل لون وبتاع كله!! بأمارة ما جاب أصوات أقل من الأصوات الباطلة يااااااض
هو فى ابتسامة بلهاء مستفزة: ما هو خسرررر!
واحنا كنّا عاوزينه يكسب!!
أنا: يا عّم افهم كان فيه 22 مليون غيركم عاوزين السيسى!! ثم بالحق قوللى هو حمدين بيشتغل إيه؟
هو: ماعرفش بس هو ثورى مناضل وشايل صور الزعيم على طول
أنا بتهكم: الزعيم مين عادل إمام!؟
هو: لا جمال عبدالناصر
أنا: طب بقولك إيه يا معلم!؟
هو: قووووول
أنا: الزعيم جمال عبدالناصر ده لامؤاخذة كان مهندس ديكور ولا بيزنس مان؟
هو: أنت عبيط؟ بيزنس مان إيه!! ده كان ضابط فى الجيش المصرى
أنا: الله!! أمال أبويا حمدين ماشى ليل نهار قارفنا ليه بيسقط حكم العسكر!!
هو فى بلاهة: مش عارف
أنا: طب خد أما أقولك
هو: هات..
هو إنتوا عملتوا ثورة عشان تقرفونا كل يوم وتذلوا فينا!! يا أبويا البلد رجعت خمسين سنة لورا وأنتم مش بتتهدوا.
يضحك فى بلاهة: كل ثورة فى الدنيا ليها تمن وبتاخد سنين على ما تحقق أهدافها.. أنت ما سمعتش عن الثورة الفرنسية والثورة البلشفية ولا إيه!؟
بهذا المنطق يا سادة أنهم يفكرون.. بهذا المنطق العبيط يريدون أن يحكمون.. بهذا المنطق يحللون لأنفسهم كل شىء المهم أن تظل الأضواء تحاصرهم وصوتهم يزداد علوا وبريقا.. إنهم لا يكترثون لشىء ولا يهتمون بمصلحة الوطن لأنهم ببساطة أحبوا يناير أكثر من الوطن بل وفضلوها عليه.. على الرغم من أن التجربة أثبتت فشلها وعلى الرغم من أن معظم رموزها قد فروا هاربين من الوطن وعلى الرغم من أنهم أتوا بالإخوان ليحكموا مصر الحضارة وعلى الرغم من أن رائحة المؤامرة قد فاحت وجعلت كل وطنى محترم أن يحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة الجيش المصرى العظيم الذى وقف عائقا وسدا منيعا ضد كل من أراد السوء لمصر، وعلى الرغم من أن الاقتصاد المصرى أوشك على الانهيار وعلى الرغم من حالة الانقسام الشديدة التى أصابت المجتمع المصرى وعلى الرغم محاولات النظام الحالى احتوائهم وتطييب خاطرهم بشتى الطرق، وعلى الرغم من كل الجهات المتربصة بالوطن مثل الولايات المتحدة الأمريكية وقطر وتركيا وبالطبع إسرائيل ضف إلى ذلك وساخات أجهزة الاستخبارات البريطانية وغيرها فى اصطياد الأخطاء لنا على غرار سقوط الطائرة الروسية ومقتل ريجينى إلخ.. على الرغم من كل هذا إلا أنهم مستمرون فى سخافاتهم وتجاوزاتهم بل وخيانة بعضهم الواضحة وضوح الشمس.. لا يتوانون فى أذية الوطن والتشهير بشرفائه والتنكيل برموزه والتخوين لكل من يعارضهم ومحاولة إسقاط مؤسسات الدولة من قوات مسلحة وقضاء وداخلية وغيرهم.
أخيرا وليس آخرا ملحوظة بسيطة يا دولة: إن مبدأ هؤلاء هو «العيار اللى مايصيبش يدوش» وهم يستغلون فى هذا الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى.. أنهم يعتمدون على الإعلام فى حربهم ضد الدولة والدولة بصراحة كده ماعندهاش إعلام.. أظن الرسالة وصلت واللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى.. انتهى.