جاء عيد الفطر والحال ليس هو الحال، استطاع فيروس كورونا أن يثير مخاوفنا ويدفعنا لمزيد من الحذر، تخيل أن "ناس" كثيرون لم يسافروا لزيارة أهاليهم فى المحافظات، واكتفوا باتصال تليفونى لا يسمن ولا يغنى من جوع.
نعم، نحن فى شدة إنسانية، ولن تخرجنا منها سوى إنسانيتنا أيضا، لم أتخيل أبدا، أن يأتى عيد الفطر والناس فى بيوتهم، لا نرى صفوفا فى ساحات الصلاة، لا نرى الكبار وهم يقبلون الأطفال ويمسحون على رؤوسهم، ولا نرى صفوفا أمام السينمات، ولا نرى زحاما على أماكن الترفيه، ولا نرى أطفالا بملابسهم الجديدة يمرحون فى الشوارع.
ما نحن فيه سوف سنتهى، وحينها سنصبح أمام طريقين لا ثالث لهما، إما الاعتدال فى التصرفات سنتذكر دائما أنه ذات يوم جاء العيد ولم نكن قادرين على فعل شيء حقيقى، وقفنا نشاهده من خلف النافذة، ومن امام شاشات التليفزيون.
والطرق الثانى، وأتمنى ألا يحدث، فكرة الانتقام من الحياة بالنهم منها، سنقول لأنفسنا لا شيء مضمون بعد الآن، خذ ما تستطيع فى يومك من المتعة واللعب والمرح، وسنبالغ فى ردة فعلنا فى الفرح بالأشياء، وخطورة ذلك الأمر أنه سيكون على حساب بعضنا بعض، حتما سيكون هناك ضحايا لتصرفاتنا.
لذا عندما نردد مع شاعر العربية "المتنبى" مقولته الخالدة "عيد بأية حال عدت يا عيد فليست مثلما كنا نقولها من قبل، فهى هذه المرة بها من وجع السؤال ما لم يفكر فيه المتنبى، لأننا بالفعل لم ندرك بعد ما فعل العيد فى حياتنا وأيامنا.