تذكرت كلمتان من موروثات الشعب المصرى، الأولى وهى "أنه شعب عاطفى" والثانية "إن قدرات المصريين تظهر فى الشدة وأن المصرى يجيد العمل تحت الضغط" .
دائماً ما كان يفصل غالبية المصريين بين تقديرهم لأداء الرئيس وأداء الحكومة ، كانت هناك حالة رضا عن جهد وتحركات الرئيس ومن الناحية الأخرى استياء من أداء الكثير من الوزراء إلى أن جاءت أزمة وباء كورونا العالمى كوفيد 19 .
وزادت معها أسهم الحكومة المصرية وتعاطف المصريون الذين شعروا لأول مرة بأداء احترافى مختلف وقدرة على إدارة الأزمة واستخدام الطرق العلمية وتحليل المشكلة من كافة النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وظهر رئيس الوزراء امام الشارع المصرى بأداء ثابت محترف منضبط .
وتجلت النتائج من خلال القرارات الحكيمة للسيد الرئيس والتى حازت على إعجاب المصريين وتقديرهم ومنها ( توجيه وزارة المالية لتخصيص مبلغ 100 مليار جنية لتمويل الخطة الشاملة لمواجه وباء فيروس كورونا ، ثم تخصيص منحة للعمالة الغير منتظمة المتضررة من تداعيات الأزمة مقدارها 500 جنية شهرياً لمدة 3أشهر وتخفيض سعر الغاز الطبيعى والكهرباء المستخدم فى الصناعة و دراسة القطاعات الأكثر تضرراً بإنتشار الفيروس لدعمها ثم تخصيص مبلغ 20 مليار جنية من البنك المركزى لدعم البورصة المصرية ،والتقدير لكافة العاملين بالقطاع الصحى فى مصر وزيادة بدل المهن الطبية بنسبة 75% من القيمة الحالية ،وإنشاء صندوق مخاطر لأعضاء المهن الطبية ) .
كيف كان ينظر المصريون لأداء وزيرة الصحة وكل منظومة الرعايا الصحية قبل أزمة كورونا ؟؟؟
كان هناك حالة من الاستهجان الشديد والرغبة فى تغيير وزارى مؤكد وعدم رضا عن أداء الوزيرة وبالتبعية عن المنظومة الصحية كلها .
إلى أن جاءت الأزمة وحدث موقفين يجب التوقف عندهم:-
الأول وهو زيارة الوزيرة لدولة الصين المنبع الأساسي لظهور الفيروس وهى زيارة أثارت الرأى العام المصرى والعالمى من حيث أهدافها وتوقيتها وشجاعة الوزيرة فى تنفيذ تعليمات القيادة السياسية .
والموقف الثانى هو زيارة وزيرة الصحة لدولة إيطاليا وهى أكثر الدول الأوربية تضرراً من هذا الوباء والذى صرح رئيس وزرائها انه قد انتهت حلول الأرض والأن نحن ننتظر حلول السماء .
وبعد هذين الموقفين تزداد شعبية الوزيرة ويتعاطف المصريين معها رغم عدم قناعة الكثيرين بأدائها .
أظهرت هذه الأزمة الدور الأكبر لأطباء مصر كخط الدفاع الأول فى مواجهه الخطر مما جعل الرئيس يطلق عليهم جيش مصر الأبيض تتقديراً لجهودهم ، وفجأة وجدنا أنفسنا نناقش مشاكل الأطباء ومرتباتهم الضئيلة وبدل العدوى وبدأ الرأى العام يثير هذه المشكلات المطروحة أصلاً من زمن بعيد والمطالبة بتطوير المستشفيات وتوفير اسره الرعاية المركزة واجهزة التنفس الصناعي
ثم وجدنا الحكومة تراهن على وعي الشعب المصرى !!
إن الوعى هو سلسلة طويلة من التعليم الجيد والثقافة ومقاومة الجهل والأمية وجودة الإعلام وهذا يدفعنا لتحديد أولوياتنا التى طالما تحدثنا عنها طويلاً .
إن التعليم والصحة يأتيان فى نفس درجة الأهمية مع الأمن .
وأخيراً إن الإختيار للمناصب القيادية لابد ألا يعتمد على الشعبية والمواقف العاطفية ولكن يعتمد بالأساس على الكفاءة والسيرة الذاتية والخبرات السابقة والقدرة على العطاء والتفانى فى حب الوطن .
ولابد أن يكون معيار الاستمرار هو التقييم المستمر وقياس مؤشرات الأداء .
إن معركة الوعى كبيرة ونحن فى بدايتها وعلينا مواجهتها والفضل يأتى لوباء كورونا .
عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين