عيد ميلادى فى الكورونا

مثله مثل أحداث كثيرة حصلت فى هذه الفترة المختلفة علينا كليةً. عادة لا يكون احتفال عيد ميلادى صارخاً أو مجنوناً، بل يكون أكثر حميمية وخاصاً مع من يهمونى وأحبهم.... وبعض معايدات إلكترونية هنا وهناك... ويعدى اليوم. ولكن هذا العام، حرمت حتى من هكذا لقاء. فلقد تعودت منذ أعوام على مكالمات الـvideo calls مع أخوتى ووالدى فى عيدى... ومنذ سفر طفلتى الكبرى للدراسة دخلت هى أيضاً فى دوامة المكالمات المرئية. فعيد ميلادى عادة يجمع الأصدقاء المقربين، على، فطور صباحى، عشاء لطيف، سحور... نتجمع حوله بأحاديث وضحكات... لتمر ساعاته البسيطة لطيفة، تجعلنى أذكرها دوماً بابتسامة. هذا العيد.... قضيته دون هذا التجمع، دون احتضان صديقتى المقربة لى، والتى تحاول به تعويضى عن وجود أخواتى وأمى. دون كعكة عيد ميلاد، لأول مرة فى احدى واربعين عاما، لا أحصل على كعكة وشمعة، أتمنى بها أمنية عل وعسى تتحقق فى الإثنى عشر شهراً القادمة. لم تكن أمى بصحة جيدة، لتهاتفنى بصوتٍ عادة يحمل احتفالاً بعيدى، فصحتها جعلت كلماتها باهتة، مطفأة. مر عيدى ومر عيد الفطر... والكل يستعد لمنتصف شهر يونيو حيث العودة للحياة كما نعرفها.... ولكن! كلنا..... كلنا كالطفل الذى ما زال يتعلم أولى خطوات المشى.... سنعود لهذه الحياة نتحسس خطواتنا، ملأى بالخوف والهواجس. بعضنا سيتغاضى عن خوفه... ويتحلى بقناع الجرأة، عل وعسى يجد أن الحياة الطبيعية لازالت موجودة. بعضنا سيظل كالطفل متشبثاً بأقدام أمه، لن يستطيع أن يعود لما كان عليه، خوفاً من المرض، من الألم، من فقد الأحباء، ومن الموت. عيدى وأعياد آخرين، وميلاد الكثيرين، ورحيل الآخرين.... تمر أحداث كثيرة فى ظل هذا الفيروس اللعين، ومازالت أرضنا الحبيبة تدور، لا يهمها ما يحدث.... فما نعتقده بأننا مركز الكون، اكتشفنا بهذا الوباء... أننا لا نُذْكَر... ذرة غبار تطاير هنا وهناك. إلى من لم يستطع حضور حفل تخرجه... إلى من لم يستطع الاحتفال بمشروع حياته... إلى من لم يستطع السفر.... إلى من أرجأ حفل زفافه (ربنا بيحبك والنبى)... إلى من لا يستطع أن يكون بجوار أهله أو أبنائه.... إلى من خسر وظيفته.... إلى من زادت عليه أعباء الحياة.... إلى من أُخذ على حين غرة باضطراره للجلوس مع شريك حياته كل يوم.... كل يوم.... كل يوم. إلى كل المتشائمين... إلى كل الخائفين..... Guess what??!!! لا زلنا هنا لازلنا أحياء لازال هناك وقت لنعيش بسعادة حتى لو كان المتبقى دقائق (والأولى أنك تعيشها مبسوط). الحمد لله..... الحمد لله..... الحمد لله.... الحمد لله. شكراً آخر الكلام: أظننا بعد هذا الوباء سنخلق أقوالا مأثورة جديدة.... وأظنه كما يُعَنْوِن (من عنوان) الغرب التاريخ بقبل المسيح وبعد المسيح.... سَنُعَنْوِنُ نحن الزمن .... بقبل الكورونا، وبعد الكورونا. للعلم: وعلى الرغم من ارتباطى بالاحتفال بأعياد ميلاد من أحبهم، إلا أنى مقتنعة كل الاقتناع ان التقويمات البشرية الزمنية لا تغير من أحداث الكون فى شىء.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;