في مفاجأة صادمة أعلنت غالبية المستشفيات الخاصة تسعيرة استضافتها لمرضي كورونا مدة العزل التي لا تقل عن أسبوعين فيما أكثر ، وكانت تكلفة اليوم الواحد تقترب من ١٠٠٠٠٠ جنيه، حسب رواية ضيوف الإعلامي وائل الإبراشي ببرنامجه علي القناة الأولى بالتليفزيون المصري، والتي كانت تضم أحد مسؤولي وزارة الصحة و بعض الأطباء الذين أكدوا هذا الرقم الخرافي.
أي أن المشافي الاستثمارية التي بات معظمها مملوكا لأحد الشركات العربية قد ضربت بالحد الأقصى لعزل مصابي كورونا بالمستشفيات الخاصة الذي حددته وزارة الصحة عرض الحائط و رفضته بشدة.
وحقاً بذلت وزارة الصحة تحت رعاية و توجيهات السيد الرئيس ما يفوق قدراتها، وخصصت عددا كبيرا من المستشفيات بكافة أنحاء الجمهورية للعزل مجاناً، دون أي مقابل مادي لجميع المواطنين علي حد سواء، وما زالت تضم مستشفيات جديدة وتعدها لتستوعب أكبر عدد ممكن من مصابي الوباء، وتقدم لهم خدمة خمس نجوم دون تفرقة بين وزير و غفير .
و لكن :
ما تبذله الحكومة وعلى رأسها وزارة الصحة من مجهودات و ما تتكبده من مصروفات خرافية تحت بند احتواء الموقف والسيطرة على انتشاره وسرعة تقديم خدمات العلاج المجاني على أعلى مستوى لن يحتمل المزيد في ظل تزايد الأعداد اليومي بشكل فاق القدرة علي الاستيعاب.
وبعد أن تم الإعلان عن العزل الخاص وتحديد سعره من قبل الوزارة لمن يستطيع، كي يتم إفساح المجال أمام غير القادرين وما أكثرهم فهم غالبية الشعب المصري.
وبعد أن رفضت المشافي الخاصة سقف أسعار وزارة الصحة وأعلنت عن تسعيرتها الخاصة، أعتقد أن الفرصة التي كادت أن تكون متنفس و مبعث للطمأنينة لدى البعض قد تحولت إلى كابوس مخيف، فكم عدد المصريين الذين يمتلكون فائضاً من المال بعد كل أعباء ومستلزمات الحياة التي باتت شديدة القسوة ليدفع إن أصابه الفيروس لا قدر الله ما يزيد على المليون ونصف للعلاج بمستشفى خاص ممن حددوا سعر اليوم بحوالي مائة ألف جنيه ؟
فعودة سريعة من المتنفس الزائف الذي اتضح أنه خانق ومحبط للآمال، وضغط متزايد على خدمات الصحة المجانية التي لا يجد لها المواطن إن كان مضطراً بديلاً آخر .
فهذا العزل الخرافي الخاص الذي يتكلف عشرات الآلاف من الجنيهات سوف يقتصر على عدد محدود جداً من الأغنياء فحسب.
وما زالت محاولات وزارة الصحة للضغط على مستشفيات القطاع الخاص لتحجيم أطماعها و مبالغاتها مستمرة بفرض العقوبات و ربما استعمال قانون الطوارئ إن استدعى الأمر .
نهاية :
فلا بديل عن الالتزام والحذر ثم الحذر و الأخذ بكافة الأسباب منعاً لنشر هذا الوباء اللعين والإصرار على تحجيمه تمهيداً للانتهاء منه بإذن الله عما قريب مثلما تخلصت من ضراوته بعض الدول بالكثير من القيود والتحمل والصبر ، كي نحمي أنفسنا وأهلينا ونخفف هذا العبء الكبير الذي تتحمله الدولة والذي تأكدنا جميعاً بعد تسعيرات المستشفيات الخاصة أنه كثيراً جداً.
اللهم ارفع بفضلك عنا الوباء
و احفظ مصرنا من أي ابتلاء