بنات شريف منير والتنمر ضدهن ليس قضية شخصية للفنان، وإنما قضية عامة تخص الكثير منا نحن الآباء والأمهات، المسئولين عن تربية جيل، وقد فجرتها صور بنات شريف منير.
أنا ضد من وجهوا الإهانات إلى صورة بنات شريف منير، وأدعم الفنان الكبير بدون أي تحفظ، وأحترم شجاعته وأقدرها، وأطالب بحصوله على حقوقه القانونية ضد من أهانوه، وأدعو الجميع إلى دعمه في محاولة منا لإيجاد مساحة ولو ضئيلة لبناتنا كي يكن أحرارا، وأعتبر أن القضية هي في الحقيقة قضية ابنتي، التي أسعى إلى أن تكون إنسانا سويا حرا وقويا، وليست مقهورة.
بنات شريف منير قضية ليست عابرة ولا هامشية، بل محورية، وكثيرا ما نجد أنفسنا مضطرين إلى خنق بناتنا وأبنائنا بأساليب حياة وتفكير وسلوك، نحن نعرف من خبرتنا الحياتية أنها تشوه شخصيتهن، وتضغط طوال الوقت على حرياتهن الأساسية الطبيعية التي ليس عليها خلاف في عالمنا الحالي، فنؤثر السلامة، وأحيانا نأتي على حقوقهن الشخصية، كي لا نصطدم بأفكار مشوشة ومريضة وبالية ومنتشرة جدا.
لكن شريف منير قرر بشجاعة أحسده عليها أن يتصدى لهذه الثقافة الظالمة، وأن ينتصر لبناته وبناتنا، وأن يبدأ معركة نتجنبها جميعا، ربما لأننا لا نعرف ماذا نفعل ومن أين نبدأ، وقد فتح لنا الفنان الكبير الباب لنعرف ماذا نفعل، وبدأ هو المعركة، وما علينا إلا الاصطفاف وراءه، فإذا تمت هزيمة الفنان وبناته كانت هزيمة لنا ولبناتنا، وإذا انتصر، كان النصر لبناتنا أيضا.