تواجه الدولة المصرية في الفترة الأخيرة تحديات خارجية وداخلية غير مسبوقة لم تشهدها علي مر التاريخ المعاصر.
فلأول مرة تخوض مصر معاركها علي كافة الجبهات الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية، في وقت واحد، وبنفس القوة فى مواجهة المخاطر المتصاعدة من أجل الحفاظ على أمنها القومي وصيانة مقدرات الوطن.
مخططات ومؤامرات لا تتوقف عبر وكلاء ينفذون أجندة الهدف منها كان ومازال حصار الدولة المصرية ومحاولة إسقاطها وتفكيك مؤسساتها الوطنية.
في الغرب تخوض الدولة المصرية بكافة مؤسساتها الوطنية معركة ضد وكيل عثماني بتمويل قطري لديه أطماع في السيطرة علي ثروات الشعب الليبي، وتصدير الإرهابيين والمرتزقة لتهديد حدودنا الغربية.
في الجنوب تواجه مصر استمرار التعنت والمراوغة وكسب الوقت وإهدار كافة الاتفاقيات الدولية والتفاهمات التي تم التوصل لها والرغبة في استغلال الموارد المائية العابرة للحدود دون أية ضوابط ودون الالتفات إلى حقوق مصر التاريخية التي تشاركها هذه الموارد المائية الدولية.
في الشرق تخوض مصر معركة مقدسة لتطهير سيناء من الإرهاب والتصدي لكافة المخططات التي تستهدف أرض الفيروز عبر وكلاء مأجورون بتمويل مفضوح ينفذون أجندة عدو معلوم يقف خلف الستار.
في الشمال تواجه الدولة المصرية حربا شرسة للحفاظ علي ثرواتها في المياه الإقليمية ضد أطماع غير مشروعة لدول تحاول بكل الطرق والأساليب سرقة هذه الموارد واستفزاز الدولة المصرية بتحركات مشبوهة واستفزاز مقصود وتصريحات عنترية.
السؤال هنا.. كيف تتعامل الدولة المصرية مع كل هذه التحديات ؟!
"سياسة شريفة في زمن عز فيه الشرف " هكذا لخص الرئيس السيسي مبادئ سياسة الدولة المصرية .
القرار المصري مستقل.. ندعم الحلول السياسية السلمية.. ندير علاقاتنا مع دول العالم في إطار الشـراكة والمصالح المتبادلة .. ليس لدينا أهداف توسعية أو أطماع في ثروات وحقوق الآخرين.. نستنفد كل الخيارات السلمية المتاحة .. لا ننجر لاستفزاز هنا أو تحرش أو تعنت هناك .. ولدينا مؤسسات وطنية تعمل بكل إخلاص وتجرد علي دعم قدرات مصر العسكرية والاقتصادية.. وفي نفس الوقت نملك كل مقومات الردع ولدينا تقديرات لكافة السيناريوهات وجاهزون لأي سيناريو يفرض علينا من أجل حماية الأمن القومي .
المؤكد هنا أيضا أن مصر تخوض هذه المعارك الخارجية جنبا إلي جنب مع تحديات الداخل.. فالدولة تخوض معارك أخري أبرزها ضد الوباء القاتل الذي أصاب العالم كله .. تحشد كل جهودها وطاقاتها من أجل تحقيق المعادلة الصعبة لحماية صحة المصريين والحفاظ علي الاقتصاد ودفع عجلة الإنتاج والاستمرار بنفس القوة في خطة بناء وتنمية مصر كما كانت قبل كورونا، في الوقت الذي تعاني فيه اقتصاديات دول كبري من تداعيات الفيروس القاتل، وينتظر مواطنوها مصير مظلم في عالم ما بعد كورونا.
أخيرا يبقي أن ندرك أن معركة الوعي هي التحدي الأكبر الذي ينبغي علينا كمصريين خوضها، وهي معركة لا تقل أهمية عن دور الجنود في المعركة بعد أن أصبحت الحروب الحديثة تستهدف اللعب في عقول المواطنين عبر توظيف أدوات العمليات النفسية في نشر الأكاذيب والشائعات والتشكيك في المؤسسات لشق الصف، وعلينا أن ندرك أيضا أن الوقوف خلف القيادة السياسية وتقديم كل الدعم والثقة في مؤسسات الدولة الوطنية هو فرض عين للانتصار في مواجهة كل هذه التحديات.